ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 37
(1-86)

"سعيد" الدين لاجل السياسة، فعُذّب سعيد وسجن لئلايكون الدين وسيلة للسياسة. ولكن القدر الالهي لطم سعيداً لطمات رأفة وشفقة من تحت ستار ذلك الحكم الظالم لاهل السياسة، لئلا يفسد الاخلاص الذي استلهمه من رسائل النور قائلا له:
"أياك ان تجعل رسائل النور -التي هي تفسير لحقائق الايمان- وسيلة لجر منافعك الشخصية، بل حتى لكمالاتك المعنوية، واحذر ان تجعلها ذريعة للخلاص من البلايا والاذى والاضرار. وذلك لكي يبقى الاخلاص الحقيقي-الذي هو القوة العظمى لرسائل النور- مصونا من الخلل".
فانا مقتنع الآن قناعة تامة ان تلك اللطمات كانت لطمات رأفة نزلت بي من القدر الالهي، بل اطمأننت تماما انه متى ما انصرفت لشؤون آخرتي وحدها، وانشغلت بعباداتي الشخصية وحدها، تاركا خدماتي لرسائل النور، في هذا الوقت بالذات، يتسلط علي اهل الدنيا فيذيقوني العذاب والآلام.
احيل ايضاح هذا الانموذج الرابع الى الرسالة الاخيرة - الحقيقة هي التي تتكلم - التي تخص بيان السبب في القاء اهل السياسة سعيدا في السجون والمعتقلات منعا لاستغلال الدين في امور السياسة، ومعرفة سعيد بعد ذلك حكمة الامر بانها لطمات قدر الهي رؤوف، وصفحه عنهم بعد ذلك ، وكذا معرفته حكمة الصبر الشديد والتحمل الشديد الذي وهبه الله له.
الانموذج الخامس:
ان هذا المسكين سعيد، برغم حاجته الشديدة الى الكتابة وجودة الخط، وانشغاله بها منذ سبعين سنة، واضطراره الى تصحيح مئتي صفحة في اليوم الواحد احيانا، لا يملك من الخط ما يتعلمه طفل ذكي في العاشرة من العمر في عشرة ايام. هذا الامر محير حقا، اذ لم يكن سعيد محروماً من القابليات كليا، فضلا عن ان اشقاءه يجيدون الخط وحسن الكتابة.
فانا مقتنع تمام الاقتناع بان حكمة بقائي نصف امي برداءة الخط وانا في اشد الحاجة اليه هي:
انه سيأتي زمان لا يمكن للقدرات والقوى الشخصية والجزئية ان تقاوم وتصد هجوم اعداء رهيبين، فيبحث سعيد بحثا حثيثا عن الذين يملكون خطا جيدا ليشركهم في خدمته فيشكلون معا الاف الاقلام التي تحول تلك الخدمة الشخصية الجزئية الى خدمة كلية عامة قوية، اذ يجتمعون حول تلك البذرة،

لايوجد صوت