ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 56
(1-86)

فلقد عبّر سعيد القديم عما استشعره من منافع ذلك النور الجليلة الواسعة وبنوعيتها الراقية، فكأن ذلك النور سيظهر فى المملكة العثمانية كلها مشاهداً اياه من خلال السياسة من دون ان يأخذ بنظر الاعتبار كمية النور القليلة وسعته الضيقة.
فكان سعيد القديم محقاً الى حد ما كما ان ذلك الولي محق ومصيب فى اعتراضه برؤيته الدائرة الضيقة واسعة.
لأن دائرة رسائل النور الضيقة واسعةٌ جداً من حيث انقاذها الايمان. حيث انها تنقذ الحياة الابدية. فمليوناً من طلابها فى حكم المليار. اي ان محاولة اسعاد الف من الاشخاص فى الآخرة افضل بكثير من اسعادهم فى حياتهم الدنيوية والمدنية، واوسع منها معنى، فذلك الذى شاهده سعيد القديم بذلك الحس المسبق الشبيه بالرؤيا الصادقة. اي ان ذلك النور الضيق سيحيط بالمملكة العثمانية كلها.
ولعل الله سيجعل تلك الدائرة الواسعة منورة بنمو ما تزرعه رسائل النور من بذور نورانية. وعندها تتبين صحة تعبيره الخطأ.
الحقيقة الثانية:
كان سعيد القديم يخبر طلابه - في مؤلفاته القديمة وفي افادة المرام لاشارات الاعجاز - ويقول لهم مكرراً: ستحدث زلزلة اجتماعية بشرية عظيمة، زلزلة مادية ومعنوية، وسيغبطون اعتكافي وانزوائي وبقائي اعزباً.
حتى أنه في السنة الاولى من عهد الحرية سأل الشيخ بخيت - مفتى الديار المصرية - سعيداً القديم: ما تقول في حق هذه الحرية العثمانية والمدنية الاوربائية؟ فأجابه سعيد:
ان الدولة العثمانية حاملة بدولة اوروبائية وستلد يوماً ما، وان اوروبا حاملة بالاسلامية وستلد يوماً ما.
فقال له الشيخ الجليل: وانا اصدق ما يقوله. ثم قال لمن حوله من العلماء: لا اناقش هذا ولا اتمكن ان اغلبه.
فلقد شاهدنا الولادة الاولى، أنها سبقت اوروبا في بُعدها عن الدينبربع قرن.
اما الولادة الثانية: فستظهر بعد حوالي ثلاثين سنة باذن الله. ستظهر في الشرق والغرب دولة اسلامية.

لايوجد صوت