ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 57
(1-86)

الحقيقة الثالثة:
كان سعيد القديم - والجديد - يخبر بحس مسبق وباصرار بالغ وبتكرار عن حادثة عظيمة معنوية ومادية وظهور زلزال اجتماعي بشري رهيب مدمّر فى الدولة العثمانية. والحال انه رأى بذلك الحس ما فى الدائرة الواسعة جداً فى دائرة ضيقة. ورغم ان الزمان صدّقه بالحرب العالمية الثانية تصديقاً تاماً فهو يعبّر عن رؤيته تلك الدائرة الواسعة فى المملكة العثمانية بالاتي:
رغم ان الدمار الذي ولّدته الحرب العالمية الثانية واسع جداً فانه ضيق بالنسبة للدمار الذي حصل في الدولة العثمانية، حيث انه متوجه الى الحياة الدنيوية والمدنية الزائفة. بينما الذي حصل فى الدولة العثمانية دمار للحياة الباقية والسعادة الدائمة. فهذا الدمار زلزلة اسلامية افظع وارهب من حيث المعنى من تلك الحرب. وبهذا يصحح ما سهى عنه سعيد القديم ويعبّر عن رؤياه الصادقة ويظهر للعيون حسه المسبق. ويردّ في الوقت نفسه اعتراض ذلك الولي الفاضل الذي يبدو حقاً، باثباته ان الحس المسبق لسعيد القديم احق منه.

[التضحية الصديقية]
نشرت كلٌ من صحيفة بويوك جهاد "الجهاد الاكبر" و "سبيل الرشاد" ما اعلنتُه، وهو: انني لا اجعل خدمة الايمان والدين ورسائل النور اداة للسياسة الدنيوية، ولاسيما للوصول الى كمالات معنوية ومقامات رفيعة، كذلك لا اجعلها وسيلة لبلوغ ما يهش له الناس من سعادة ابدية ونجاة من النار، بل هي خالصة لوجه الله ولابتغاء مرضاته وحده وتنفيذاً لأمره سبحانه. وما ألجأني الى هذا الامر الاّ الاخلاص الحقيقي الذي هو القوة الحقيقية للنور. علّنى احظى بذرةٍ من التضحية السامية التي كان الصدّيق الاكبر رضي الله عنه يتحلى بها، حيث قال:
اسأله تعالى ان يكبر جسمى ليملأ جهنم حتى لايبقي موضع لمؤمن، اعذب عوضاً عنهم. فانا ارضى كذلك بدخول النار لاُنقذ بضع اشخاص منها بالايمان.
ومن المعلوم ان العبادة لا تؤدّى طمعاً فى الجنة ولا خوفاً من النار، بل للأمر الرباني وابتغاء مرضاته سبحانه.


لايوجد صوت