وعينُك قد نامتْ بليلِ شبيبةٍ فلم تنتبه الاّ بصبح مشيب
وايضاً:
وكأنما لَطَم الصباح جبينه فاقتصّ منه وخاض في احشائه(3)
يصف الشاعر فرسه فيريد: ان غرّته انما هي أثر من لطمة الصباح على جبينه، وتحجيله انما هو من خوض قوائمه الاربع في احشاء الصباح.
وايضاً:
كأن قلبي وشاحُها اذا خطرتْ وقَلْبَها قُلْبُها في الصمت والخرس
اي يتحرك قلب الشاعر كوشاح في خصر المعشوق، بينما قلبها في سكون وصمت كسوارها. فلئن اشتاق قلبي الى ذلك الزند القوي والخصر النحيف فان قلبها مستغن عني، فالشاعر جمع في البيت الواحد الحسن والعشق والاستغناء والاشتياق.
وايضاً:
والقى بصحراء الغبيط بعاعه نزول اليماني ذي العياب المحمّل(1)
اي ان السيل القادم من المطر، القى بضاعته كالتاجر اليماني في صحراء الغبيط، فاخذت الازاهير تتلون بتلك الاخلاط التجارية الممزوجة بالاصباغ والالوان وتلبس الحلل الزاهية حتى تحمر رؤوسها، مثلما لونزل تاجر في قرية مساءً واشترى منه اهلها بضاعته المتلونة المتنوعة، يخرج في الصباح كلٌ من بيته في زينة وجمال وحتى راعي القوم يعصب رأسه بعصابة حمراء.
وايضاً:
غار الوفاء وفاض الغدر وانفرجتْ مسافة الخلف بين القول والعمل(2)
---------------------------------------------------------------------------
(3) قاله ابن نباتة السعدي في وصف فرس اهداه اياه سيف الدولة. انظر الديوان 1/273 واسـرار البلاغة 325.
(1) صحراء الغبيط: الحزن ، وهي ارض بني يربوع. بعاعه : ثقله، وما معه من متاع. والمعنى : ارسل السحاب ماءه وثقله كهذا التاجر اليماني حين القى متاعه في الارض ونشر ثيابه ، فكان بعضها احمر وبعضها اصفر وبعضها اخضر، كذلك ما اخرج المطر من النبات والزهر فالوانه مختلفة كأختلاف الوان الثياب اليمانية (شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لابن الانباري. تحقيق : عبد السلام هارون - دار المعارف ص 108).
(2) في ديوان الطغرائي: غاض الوفاء... الخ الغيث المسجم في شرح لامية العجم 2/343 شرح صلاح الصفدي - دار الكتب العلمية بيروت 1975.