واجب، او ممتنع، او ممكن. وللوجوب والامكان مراتب متفاوتة النتائج والجهات، التي بيّنها المنطقيّون، التي كثر استعمالها قليلة العدد.
اعلم! ان اساس الموجهات(1) إما اثنان، كالوجوب - وجوداً وعدماً - والامكان.. او اربعة، كالضرورة، واللاضرورة، والدوام، واللادوام.. ومنها السلاسل: او ثلاثة عشراً، وبين خمسمائة وألف.
ثم القضية مركبّة وبسيطة. والمركبة قيّدها قضية ضمنية. وفي مقابلة كل ضرورة امكان. واصول الضرورة ست: الضرورية الأزلية، والذاتية الناشئة، والذاتية المطلقة، والوصفية، والوقتية، وبشرط المحمول. لان ضرورة ثبوت المحمول إما غير مقيّد قطعاً وهي الازلية، او مقيّدة بقيد داخل: كمادامَ الذات ذاتاً وهي الناشئة. ومادام الذات موجوداً، وهي الذات المطلقة. او بشرط المحمول، او بقيد خارج ناعت، وهي الوصفية بانواعه الثلاث، بل عشرين او لا. وهي الوقتية بانواعه الاثنين، بل اربعة واربعين.
ان الضرورية الازلية مصداقها في الاوصاف الالهية: الثبوتية والسلبية(1) وفي كثير السوالب(2). فانه اذا سلب في وقت(3) وجود الموضوع، استلزم عند عدمه بالطريق الأولى، وهو يستلزم ازلاً.
والضرورة الناشئة، وهي ان تنشأ من الذات. اعني مادام الحقيقة حقيقة. اي لاتنقلب الى حقيقة اخرى الذي هو محال.. لابد من المحمول ومصداقها في الموجبات، الاوصاف الالهية(4) ليس الاّ.
---------------------
(1) كلنبوي ص/ 22: س/ 19 مضموناً، وعلى الرغم من تضمن الكتاب مضامين كهذه فالموضوع مستقل الى الاخير. ع. ب.
(1) والسبع.
(2) فيما علم عدم الثبوت في مدة الوجود. تأمل!.
(3) كقولك: فلان ليس بعالم.
(4) التي هي عين الذاتي والسبع القديم لا الغير. تأمل!.