تعليقات | مقدمة | 81
(1-93)

اعلم! ان الدليل باعتبار الصورة، هو المقصد الاعظم من المنطق.. وهو بسيط عند الاصوليين، فالنظر في احواله.. ومركب عند المنطقيين، فالنظر فيه.. فالدليل: مايكتسب بالنظر في احواله، او فيه حكم اخر.. فالاستدلال: إما بالجزئي على الكلي.. فهو الاستقراء، وهو اساس ادلة العربية بل في ابتداء حصول كل العلوم.. واما الجزئي على الجزئّ.. وهو التمثيل، وهو المعتبر في اصول الشرع، بل في كل التشبيهات.. واما بالكلي على الجزئيّ، او على الجزئي الاضافي.. وهو القياس المنطقي، والجاري في تعليم العلوم..
ثم ان البديهي من هذا القسم الذي يكتسب به نظريات هذا الباب؛ القياس المقسم.. والاستثنائي وغير المتعارف المعبّر عنه - في الاكثر - بقياس المساواة... والشكل الاول الراجع محصّلة الى قياس المساواة.. واصله: قياس غير متعارف. هكذا: زيد مساو لعمرو، وعمرو مساو لبكر؛ فزيد مساو لبكرٍ بالضرورة.
وكل مساو المساوي مساو.. فزيد مساو، وهو المطلوب. فهذا التكلّف لتحصيل تكرر الاوسط. والاصح ان تكرر الاوسط شرط العلم بالانتاج.. فيمكن لزوم الانتاج بدونه؛ كأكثر شرائط اقترانيات الشرطية. واما شرط تحقيق الانتاج الذي لايمكن لزوم النتيجة بدونه: كايجاب الصغرى وكلية الكبرى في الاول.. وان لاتكون المقدمتان سالبتين او جزئيتين في الكل وغيرها.
اعلم! ان الدليل لما كان العلم به بالمعنى العام، علّةً للعلم..كذلك بالنتيجة وجب تقديمه. فالدور بكلا معنييه باطل، وكذا المصادرة.. وان تكون المادة مناسبة ذاتاً وكيفية للنتيجة.
فان قلت: الذهن كاللسان يتعاقب فيها الصغرى والكبرى. فكيف يكون كلاهما علّة مؤثرة؟..
قلت:الافكار علّة معدّة للمطالب باعتبار الحضور.. وعلّة مجامعة(1) باعتبار الحصول. 


---------------
(1) علّة مقارنة.

لايوجد صوت