رائد الشباب | توجيه الشباب | 11
(1-70)
أما إذا زيّن لك الجمال بآدب القرآن وإرشاده في نطاق التربية الإسلامية، فسيظل ذلك الجمال الفاني باقياً معنىً، وستفوز المرأة وقتذاك بجمال يفوق جمال حور الجنة عذوبة وبريقاً ولماعاً؛ كما هو ثابت في الحديث النبويّ الشريف ثبوتاً قاطعاً.
وعلى هذا فطالما كان للمرأة ذات الجمال مثقال ذرة من العقل، فإنها لن تفلت من يدها هذه النتيجة الجميلة الأبدية الرائعة.
تنبيه ودرس إلـى بعض الشباب
أتاني يوماً عدد من الشباب النبهاء طالبين بعض النصائح والتحذيرات التي يستطيعون على ضوئها وقاية أنفسهم من الشرور والأخطار التي تواكب الحياة والشباب والأهواء. فقلت لهم كما سبق وأن قلت للشبان الذين استنجدوا برسائل النور:
إن شبابكم ذاهب وآفل لا محالة. فإذا لم تكتفوا بالدائرة التي رسمها لكم الشرع، فإن ذلك الشباب سيضيع ويجر على رؤوسكم في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة مصائب وآلاماً أكثر مما أذاقكم في الدنيا من الملذات. أما إذا صرفتم شبابكم في عفة النفس وطاعة الله وفقاً لمبادىء التربية الإسلامية، وكشكر على نعمة ذلك الشباب، فإن ذلك الشباب سيدوم معنىً ويكون وسيلة للفوز بالشباب الأبدي.
وأما الحياة فإن كانت خالية من الإيمان، أولم يكن لذلك الإيمان تأثير في الكف عن ارتكاب المعاصي، فإنها مع لذتها ومتعتها الظاهرية القصيرة تجلب آلاماً وأحزاناً وهموماً أضعاف تلك المتع والملذات آلاف المرات. وذلك؛ لأن الإنسان بفضل عقله وفكره وبحكم فطرته، ذو علاقة وارتباط وثيقاً بالماضي والمستقبل بالإضافة إلى الحال، وبعكس الحيوان تماماً، كما أنه يستطع أن يذوق اللذة أو يحسّ بالألم في تلك الأزمنة أيضاً. أما الحيوان فلكونه لم يمنح الفكر، فإن أحزان الماضي ومخاوف وقلاقل المستقبل لا تفسد عليه لذته الحاضرة. ولكن الإنسان ليس كذلك. فإنه إذا وقع في حمأة الغفلة والضلال فإن أحزان الماضي ومخاوف وقلاقل المستقبل تفسد عليه لذته الجزئية الماثلة، وتجعلها علقماً مُرّ المذاق...لاسيما إذا كانت تلك اللذة محظورةً شرعاً، فإنها تصبح حينئذ في حكم العسل المسموم تماماً. وإذاً فإن الإنسان من حيث التلذذ بمتعة الحياة يهبط إلى مرتبة هي أدنى مائة مرة من مرتبة الحيوان، وليس هذا فحسب، بل إن حياة أرباب الغفلة والضلالة ووجودهم وعالمهم إنما تنحصر في اليوم الذي يعيشون فيه. أما الأزمة الماضية وما فيها من الخلائق فهي معدومة، ميتة، لاشيء، من وجهة نظرهم الضالة. ولكونهم عقلاء فإن مجرد خطورها بالبال يمطر على قلبهم حوالك الظلمات. وأما الأزمنة الآتية فهي معدومة بالنسبة لهم أيضاً. وذلك نظراً لعدم اعتقادهم. ولأنهم لا يعتقدون في البعث، فإن الفرق الحاصل بالعدم يملأ حياتهم بظلمات قاتمة على الدوام طالما أنهم عقلاء يفكرون.
وعلى هذا فطالما كان للمرأة ذات الجمال مثقال ذرة من العقل، فإنها لن تفلت من يدها هذه النتيجة الجميلة الأبدية الرائعة.
تنبيه ودرس إلـى بعض الشباب
أتاني يوماً عدد من الشباب النبهاء طالبين بعض النصائح والتحذيرات التي يستطيعون على ضوئها وقاية أنفسهم من الشرور والأخطار التي تواكب الحياة والشباب والأهواء. فقلت لهم كما سبق وأن قلت للشبان الذين استنجدوا برسائل النور:
إن شبابكم ذاهب وآفل لا محالة. فإذا لم تكتفوا بالدائرة التي رسمها لكم الشرع، فإن ذلك الشباب سيضيع ويجر على رؤوسكم في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة مصائب وآلاماً أكثر مما أذاقكم في الدنيا من الملذات. أما إذا صرفتم شبابكم في عفة النفس وطاعة الله وفقاً لمبادىء التربية الإسلامية، وكشكر على نعمة ذلك الشباب، فإن ذلك الشباب سيدوم معنىً ويكون وسيلة للفوز بالشباب الأبدي.
وأما الحياة فإن كانت خالية من الإيمان، أولم يكن لذلك الإيمان تأثير في الكف عن ارتكاب المعاصي، فإنها مع لذتها ومتعتها الظاهرية القصيرة تجلب آلاماً وأحزاناً وهموماً أضعاف تلك المتع والملذات آلاف المرات. وذلك؛ لأن الإنسان بفضل عقله وفكره وبحكم فطرته، ذو علاقة وارتباط وثيقاً بالماضي والمستقبل بالإضافة إلى الحال، وبعكس الحيوان تماماً، كما أنه يستطع أن يذوق اللذة أو يحسّ بالألم في تلك الأزمنة أيضاً. أما الحيوان فلكونه لم يمنح الفكر، فإن أحزان الماضي ومخاوف وقلاقل المستقبل لا تفسد عليه لذته الحاضرة. ولكن الإنسان ليس كذلك. فإنه إذا وقع في حمأة الغفلة والضلال فإن أحزان الماضي ومخاوف وقلاقل المستقبل تفسد عليه لذته الجزئية الماثلة، وتجعلها علقماً مُرّ المذاق...لاسيما إذا كانت تلك اللذة محظورةً شرعاً، فإنها تصبح حينئذ في حكم العسل المسموم تماماً. وإذاً فإن الإنسان من حيث التلذذ بمتعة الحياة يهبط إلى مرتبة هي أدنى مائة مرة من مرتبة الحيوان، وليس هذا فحسب، بل إن حياة أرباب الغفلة والضلالة ووجودهم وعالمهم إنما تنحصر في اليوم الذي يعيشون فيه. أما الأزمة الماضية وما فيها من الخلائق فهي معدومة، ميتة، لاشيء، من وجهة نظرهم الضالة. ولكونهم عقلاء فإن مجرد خطورها بالبال يمطر على قلبهم حوالك الظلمات. وأما الأزمنة الآتية فهي معدومة بالنسبة لهم أيضاً. وذلك نظراً لعدم اعتقادهم. ولأنهم لا يعتقدون في البعث، فإن الفرق الحاصل بالعدم يملأ حياتهم بظلمات قاتمة على الدوام طالما أنهم عقلاء يفكرون.
لايوجد صوت