رائد الشباب | توجيه الشباب | 9
(1-70)
وإياك أن تقول سأعيش حياتي كالحيوانات؛ لأن الماضي والمستقبل أمر غيبيّ لا معنى له بالنسبة للحيوان. فإن الخالق الرحيم سبحانه وتعالى قد أنقذها من آلام لأحد لها بعدم إعلامها واطلاعها على الغيب. حتى أن الدجاج الممثَلَ للذبح لايستشعر أيّ ألم أو حزن. وقد يحسّ بالألم عند إمرار السكين على عنقه فقط، ولكن ذلك الحس سرعان ما يزول ويتخلص من ذلك الألم.
وإذاً فإن عدم إعلام الله سبحانه وتعالى المغيبات رأفة وشفقة ورحمة في منتهى العظمة والكمال ولاسيّما هذا الأمر يكون أتم وأكمل بالنسبة للحيوانات المعصومة. وإذاً فإنك في تذوق اللذة السفيهة نفسه لن تستطيع الإدراك إلى درجة الحيوان، بل تهبط إلى أسفل منه آلاف الدرجات، وذلك لأن الأمور التي تعتبر نغيبات بالنسبة للحيوان تستطيع إدراكها بعقلك والإحساس بألمها. وأنت محروم كلياً من الراحة التامة المخفية تحت ستار الغيب.
ثم لما كان ماهو مدار فخرك واعتزازك من الأخوة والاحترام والحمية من الخصال الحميدة تنحصر في رقعة محدودة وزمن قصير جداً، كمساحة إصبع في صحراء مترامية الأطراف، أو الساعة الحاضرة بالنسبة للزمن الممتد عبر الآباد، فهي مصطنعة وموقتة ومزيفة ومختلفة وجزئية جدّاً، تتصاغر معها إنسانيتك وكمالاتك البشرية بنفس الدرجة وتهبط إلى لاشيء. أما أخوة واحترام ومحبة وحمية المؤمنين، فلكون وجودها يحيط بالماضي والمستقبل بفضل الإيمان، فإن إنسانيتهم وكمالاتهم البشرية تتعالى بنفس الدرجة أيضاً.
وما نجاحك في الأمور الدنيوية إلا كمثل صائغ يهودي أصيب بالخبل في قواه العقلية فيشتري قطع الزجاج بسعر الماس. وكذلك الأمر بالنسبة لك، فلأنك تستبدل حياة مديدة مستمرة رغدة بزمن قصير منقطع محدود. فمن الطبيعي أن يكون لك نجاح ضمن ذلك النطاق. وبما أنك تتوجه بحسياتك إلى دقيقة واحدة من الحرص والمحبة والانتقام الشديدة تُوجّهك سنة كاملة فلا غرابة في أن تتفوق مؤقتاً على المتدينين.
كما أنك بسبب ترك قيام عقلك وروحك وقلبك وأحاسيسك بوظائفها السامية وبسبب مشاركتها في أعمال النفس المرذولة وأهوائها الدنية وعونها لها، وتتغلب على المؤمنين في الدنيا وتُرى محبوباً في الظاهر. وهذا، لأن عقلك وقلبك وروحك قد هبطت إلى أقصى درجات التدني والتردي وانقلبت إلى هوس دني ونفس ممسوخة مرذولة. ومن هذه الجهة فلا بد أن تكون لك غلبة مؤقتة تكسبك جهنم وتكسب المؤمنين المظلومين الجنة.
وإذاً فإن عدم إعلام الله سبحانه وتعالى المغيبات رأفة وشفقة ورحمة في منتهى العظمة والكمال ولاسيّما هذا الأمر يكون أتم وأكمل بالنسبة للحيوانات المعصومة. وإذاً فإنك في تذوق اللذة السفيهة نفسه لن تستطيع الإدراك إلى درجة الحيوان، بل تهبط إلى أسفل منه آلاف الدرجات، وذلك لأن الأمور التي تعتبر نغيبات بالنسبة للحيوان تستطيع إدراكها بعقلك والإحساس بألمها. وأنت محروم كلياً من الراحة التامة المخفية تحت ستار الغيب.
ثم لما كان ماهو مدار فخرك واعتزازك من الأخوة والاحترام والحمية من الخصال الحميدة تنحصر في رقعة محدودة وزمن قصير جداً، كمساحة إصبع في صحراء مترامية الأطراف، أو الساعة الحاضرة بالنسبة للزمن الممتد عبر الآباد، فهي مصطنعة وموقتة ومزيفة ومختلفة وجزئية جدّاً، تتصاغر معها إنسانيتك وكمالاتك البشرية بنفس الدرجة وتهبط إلى لاشيء. أما أخوة واحترام ومحبة وحمية المؤمنين، فلكون وجودها يحيط بالماضي والمستقبل بفضل الإيمان، فإن إنسانيتهم وكمالاتهم البشرية تتعالى بنفس الدرجة أيضاً.
وما نجاحك في الأمور الدنيوية إلا كمثل صائغ يهودي أصيب بالخبل في قواه العقلية فيشتري قطع الزجاج بسعر الماس. وكذلك الأمر بالنسبة لك، فلأنك تستبدل حياة مديدة مستمرة رغدة بزمن قصير منقطع محدود. فمن الطبيعي أن يكون لك نجاح ضمن ذلك النطاق. وبما أنك تتوجه بحسياتك إلى دقيقة واحدة من الحرص والمحبة والانتقام الشديدة تُوجّهك سنة كاملة فلا غرابة في أن تتفوق مؤقتاً على المتدينين.
كما أنك بسبب ترك قيام عقلك وروحك وقلبك وأحاسيسك بوظائفها السامية وبسبب مشاركتها في أعمال النفس المرذولة وأهوائها الدنية وعونها لها، وتتغلب على المؤمنين في الدنيا وتُرى محبوباً في الظاهر. وهذا، لأن عقلك وقلبك وروحك قد هبطت إلى أقصى درجات التدني والتردي وانقلبت إلى هوس دني ونفس ممسوخة مرذولة. ومن هذه الجهة فلا بد أن تكون لك غلبة مؤقتة تكسبك جهنم وتكسب المؤمنين المظلومين الجنة.
لايوجد صوت