رائد الشباب | توجيه الشباب | 8
(1-70)
ثم تراءت لي كذلك فتنة آخر الزمان، تلك الفتنة التي يعود السبب في جاذبيتها وفظاعتها إلى قلة حياء النساء حيث تسلب إرادة المرء وترمي به إلى جحيم السفه كالفراشة. وتحمل المرء على ترجيح دقيقة واحدة من الحياة الدنيوية الفانية على سنوات من الحياة الباقية الأبدية.
ولقد شاهدت نموذجاً مؤثراً لتلك الفتنة وأنا أنظر إلى الشارع أحد الأيام، فأشفقت على الشبان كثيراً وقلت: إن هؤلاء المساكين لايمكنهم أن ينقذوا أنفسهم من نار هذه الفتنة التي تشبه المغناطيس في الجذبة. وبينما كنت أفكر على هذا النحو تجسد أمامي فجأة شخص معنوي أبو الارتداد مشعل نار تلك الفتنة ومعلمها. فقلت له وللملاحدة الذين يتلقون منه الدرس:
أعلم أيها الشقي الذي يفتدي بدينه في سبيل التمتع بحور جهنم ويرتكب المعاصي والسفه عن حب، ويقبل الإلحاد والمروق عن الدين في سبيل الرغبات واللذائذ النفسية، ويعبد الحياة ويخاف من الموت خوفاً شديداً، ولا يريد أن يذكر الموت بأي حال ويولى وجهه شطر الارتداد والمروق عن جادة الصواب، ألا فلتعلم بأن هذه الدنيا العظيمة وكل ما مضى قبل هذه الساعة وما سيأتي بعد هذه الدقيقة... الكائنات بسائر أنواعها... ماضيك ومستقبلك... وما مضى من أبناء جنسك وما سيأتي من المخلوقات والأجيال... وجميع العوالم والأقوام السابقة والأناسي والطوائف اللاحقة: كل هذه في حكم الأموات والمعومين في نظرك. وهكذا فلكونك مرتبطاً بتلك العوالم السيارة والكائنات السالة بحكم إنسانيتك وعقلك فإنها تمطر على رأسك باستمرار الآلام الشديدة لذلك الموت المدهش بسبب ضلالك، تلتهم نيرانها قلبك لو كان لك شعور... تحرق روحك لو كان لك روح... وعقلك غارق في بحر من الهموم لو لم تنطفىء جذوته. فإذا كانت سويعة من نشوة السفه وحمأة اللذة تضاهي جميع هذه الهموم والآلام والأحزان اللانهائية فدم على سفهك ذاك. وإلاّ فعليك بتحكيم عقلك والاستماع إلى صوته. وإذا كنت تريد النجاة من ذلك الجحيم المعنوي والفوز بجنة معنوية في هذه الدنيا نفسها كما ضمنه لك الإيمان وبشر به، وتذوقّ حلاوة السعادة في حياتك الدنيا فاستمع إلى درس القرآن، واستبدل دقيقة فانية جزئية من اللذة الزائلة بلذات إيمانية كلية باقية دائمة.
ولقد شاهدت نموذجاً مؤثراً لتلك الفتنة وأنا أنظر إلى الشارع أحد الأيام، فأشفقت على الشبان كثيراً وقلت: إن هؤلاء المساكين لايمكنهم أن ينقذوا أنفسهم من نار هذه الفتنة التي تشبه المغناطيس في الجذبة. وبينما كنت أفكر على هذا النحو تجسد أمامي فجأة شخص معنوي أبو الارتداد مشعل نار تلك الفتنة ومعلمها. فقلت له وللملاحدة الذين يتلقون منه الدرس:
أعلم أيها الشقي الذي يفتدي بدينه في سبيل التمتع بحور جهنم ويرتكب المعاصي والسفه عن حب، ويقبل الإلحاد والمروق عن الدين في سبيل الرغبات واللذائذ النفسية، ويعبد الحياة ويخاف من الموت خوفاً شديداً، ولا يريد أن يذكر الموت بأي حال ويولى وجهه شطر الارتداد والمروق عن جادة الصواب، ألا فلتعلم بأن هذه الدنيا العظيمة وكل ما مضى قبل هذه الساعة وما سيأتي بعد هذه الدقيقة... الكائنات بسائر أنواعها... ماضيك ومستقبلك... وما مضى من أبناء جنسك وما سيأتي من المخلوقات والأجيال... وجميع العوالم والأقوام السابقة والأناسي والطوائف اللاحقة: كل هذه في حكم الأموات والمعومين في نظرك. وهكذا فلكونك مرتبطاً بتلك العوالم السيارة والكائنات السالة بحكم إنسانيتك وعقلك فإنها تمطر على رأسك باستمرار الآلام الشديدة لذلك الموت المدهش بسبب ضلالك، تلتهم نيرانها قلبك لو كان لك شعور... تحرق روحك لو كان لك روح... وعقلك غارق في بحر من الهموم لو لم تنطفىء جذوته. فإذا كانت سويعة من نشوة السفه وحمأة اللذة تضاهي جميع هذه الهموم والآلام والأحزان اللانهائية فدم على سفهك ذاك. وإلاّ فعليك بتحكيم عقلك والاستماع إلى صوته. وإذا كنت تريد النجاة من ذلك الجحيم المعنوي والفوز بجنة معنوية في هذه الدنيا نفسها كما ضمنه لك الإيمان وبشر به، وتذوقّ حلاوة السعادة في حياتك الدنيا فاستمع إلى درس القرآن، واستبدل دقيقة فانية جزئية من اللذة الزائلة بلذات إيمانية كلية باقية دائمة.
لايوجد صوت