رائد الشباب | توجيه الشباب | 13
(1-70)
أما توضيح المثال فهو أن الحلوى المسمومة إشارة إلى انسياق الشباب وراء المتع والملذات المحرمة شرعاً. وأما ذلك الطلسم أو البطاقة فهو يشير إلى الإيمان. فإذا أطاع المرء هواه وانصاع لتلك المتع والملذات المحرمة فسيفقد الإيمان الذي هو بطاقة أو وثيقة للفوز بالخزينة الأبدية والسعادة السرمدية، وسيسقط في هاوية القبر الذي هو بمثابة مشنقة له. وهو في حكم مدخل إلى الظلمة الأبدية بالنسبة له كذلك كما يُرى في الظاهر.

ثم لما كان الأجل سراً مبهماً، فليس هناك من شيء يستيطع أن يحول دون حضوره في أي لحظة ليزهق الروح دونما تفرقة بين الشباب والشيوخ. فإذا ضرب المرء صفحاً عن تلك الملذات المحظورة غير المشروعة التي تشبه العسل المسموم، وسعى إلى الحصول على ذلك الطلسم القرآني المعبر عنه بالإيمان والفرائض، فإن مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، ومالا يعدّ ولايحصى من الأولياء وأرباب الحقيقة يخبرون يبشرون بالاتفاق، على أنه يفوز بوثيقة الحصول على خزينة السعادة الأبدية الصادرة عن القدرة المسيطرة على مقدرات البشرية. ويظهرون آثاره كذلك.

الحاصل:

إن الشباب زائل لا محالة. فإن كان قد صُرف في السفه والمحارم فإنه سيتسبب في جلب آلاف المصائب والآلام لصاحبه في الدنيا والآخرة.

فإذا كنتم تريدون أن تفهموا وتتيقنوا بأن أمثال هؤلاء الشباب يؤل أمرهم في غالب الأمر أما إلى المستشفيات بسبب سوء تصرفهم وإسرافهم وأمراضهم الوهمية. وأما إلى السجون ودور المهانة بسبب طيشهم وغرورهم. أو إلى الملاهي والخمارات بسبب ضيق صدورهم نتيجة للآلام والاضطرابات المعنوية أو النفسية فاسألوا المستشفيات والسجون والمقابر، ولاشكّ أنكم كما ستستمعون من لسان حال المستشفيات في ألأكثر، الأنين والآهات المنبعثة عن الأمراض المترتبة على سوء تصرف الشباب والإسراف في ارتكاب الأعمال المنكرة، ستسمعون أيضاً من السجون أصوات الأسف والندم التي يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراء طيشان الشباب فتلقوا الصفعة لخروجهم عن نطاق دائرة المشروعية... وستعلمون كذلك أن أكثر عذاب القبر –ذلك العالم البرزخي الذي لاتهدأ أبوابه عن الانفتاح والانغلاق دوماً، نظراً لكثرة مّنْ يدخلونها- ماهو إلاّ نتيجة لما بدا عن ايدي المرء من تصرفات سيئة في سنوات شبابه؛ كما هو ثابت بمشاهدات أهل الكشف وبتصديق وشهادة جميع أهل الحقيقة.
لايوجد صوت