رائد الشباب | توجيه الشباب | 18
(1-70)
ثانياً: بما أن رسائل النور قد أثبتت خدماتها كسيف ماسيّ في يد هذه المعجزة الكبرى، وحملت أعداءها الألدّاء على الاستسلام. بوما أنها تقوم بوظيفتها أمام الخزينة القرآنية على نحو تستطيع إنارة القلب والروح والحواس ومعالجتها، وليس لها أي مأخذ أو مصدر سوي القرآن، وتعتبر معجزة معنوية من معجزاته المتعددة. وأنها قد انتصرت انتصاراً تاماً على الدعايات الظالمة المشاعة ضدها من جهة وعلى أشد الزنادقة عناداً وتعنتاً من جهة ثانية. واستطاعت دكّ وتدمير أقوى قلاح (الطبيعة) التي يتشدق بها أرباب الضلالة بـ(رسالة الطبيعة). كما بددت بالمسألة السادسة من (عصا موسى) وبالحجج الأولى والثانية والثالثة... والثامنة منها الظلمات الخانقة المتراكمة التي تسبب الغفلة عن درك كنه الكائنات وفهم حقائقها التي تغيب عن أرباب العلوم الطبيعية، مبدية من خلالها أنوار التوحيد الساطعة بشكل رائع وبديع. وأنه بناء على صدور إذنٍ رسمي بالسماح بالتدريس الديني، فإن من أقل وأبسط مايجب علينا وعلى المواطنين هو العمل على إصدار إذن بجواز افتتاح المدارس الخاصة، حتى يتسنى لتلامذة رسائل النور فتح مدارس (نورية) صغيرة في كل مكان في حدود الإمكانات المتاحة. صحيح أن كل امرىء يستطيع أن يستفيد بنفسه –لو قرأ وحده- إلى حدّ ما، إلاّ أنه لايستطيع أن يفهم كل مسألة من مسائلها حق الفهم وحده. وبما أنها تتضمن شرح وتوضيح الحقائق الإيمانية فهي علم في الوقت ذاته ومعرفة بالله، وحضور وعبادة.

وإن النتائج التي كل المرء يحصل عليها في خمس أو عشر سنوات في المدارس القديمة، يمكن الحصول عليها في خمسة أو عشرة أسابيع في المدارس النورية بإذن الله. وها هي ذي تضمن تلك النتائج منذ عشرين عاماً والحمد لله.

ثم إن على الحكومة أن تسعى جادّة إلى ترويج ونشر هذه الرسائل النورية التي لايختلف اثنان في فوائدها الجمة بالنسبة للحياة الدنيوية والسياسية والأخروية لمواطني هذا البلد وللوطن نفسه، بوصفها دلالا للقرآن ولمعات من أضوائه الباهرة.

ينبغي على الحكومة أن تفعل ذلك حتى يكون عملها هذا كفارة للأخطاء الماضية الفاحشة، وحتى تكون هذه الرسائل سداً منيعاً في وجه الويلات والمصائب والفوضى المحتمل وقوعها لهذا البلد.
لايوجد صوت