ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس | 121
(110-138)

y فجعلتها الامة قرينة لاستعاذتها من عذاب القبر(3).
ان تأويلاً لهذا والله اعلم بالصواب هو:
ان تلك الفتن تستميل النفوس وتغريها وتجذبها اليها، وتجعلها مفتونة بها، فيرتكب الناس الآثام باختيارهم، بل ربما يتلذذون بها، كاختلاط النساء بالرجال عرايا في حمامات روسيا، اذ النساء يرتمين الى هذه الفتنة برغبة منهن، فيضللن ويغوين لما يحملن من ميل فطري لاظهار جمالهن. اما الرجال الذين يعشقون الجمال فطرة، فيصرعون امام طيش النفس فيقعون في تلك النار المتأججة، ويحترقون، وهم نشاوى من الفرح والسرور.
وهكذا تجلب فتنة ذلك الزمان - بملاهيها ومسارحها ومراقصها واماكن البدع وارتكاب الكبائر فيها - عباد النفس الامارة، فيحومون حول تلك الاماكن كالفراش حول النار، وينجذبون اليها حيارى مشدوهين.
وإلاّ لو كان بالاكراه والارغام والجبر المطلق، فلا اختيار اذن، ومن ثم فلا اثم.
المسألة السابعة:
ورد: ان (السفياني) سيكون عالماً عظيماً، ويضل الناس بالعلم، ويتبعه علماء كثيرون. ان تأويلا لهذا والعلم عند الله هو:
انه بدهائه وفنونه وعلمه السياسي يحصل على ذلك الموقع، اذ ليس له من الوسائل التي توصله الى السلطة كما هو الحال لدى حكام آخرين من وجود العصبة او القدرة او الانتساب الى قبيلة وعشيرة، او الشجاعة او الثروة وغيرها. فيسخر بعقله عقول كثير من العلماء، ويجعلهم يدورون في فلكه ويصدرون له الفتاوى، ويجعل كثيراً من المعلمين موالين له. ويسعى حثيثاً لتعميم التعليم المجرد من دروس

(3) عن ابي هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله y يدعو: (اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال). صحيح مسلم 2/2200 البخاري 1/211، 2/126، 8/97، 98، 100.

لايوجد صوت