ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس | 123
(110-138)

الزمان.
ان تأويلاً لهذا - والعلم عند الله - هو:
انه كناية عن عظمة الشخصية المعنوية التي يمثلونها. مثلما صور في حينه القائد الياباني الذي دحر روسيا، بأن أحد قدميه في البحر المحيط والاخرى في قلعة بورت آرثر. أي ان عظمة الشخص المعنوي الرهيبة، تصور في ممثل تلك الشخصية وفي تماثيل ذلك الممثل الضخمة. اما قدراتهم الفائقة وقوتهم الخارقة، فلكون اكثر اجراءاتهم من قبيل التخريب واثارة الشهوات وتحريك الرغبات، مما تظهر اقتداراً فوق المعتاد، اذ التخريب سهل. فعود ثقاب واحد يمكنه ان يحرق قرية كاملة، واثارة الشهوات وتحريك الرغبات تسري سريعاً لميل النفوس اليها.
المسألة الحادية عشرة:
ورد: ان في آخر الزمان يكون لأربعين امرأة قيّم واحد(1).
ان لهذا تأويلين والله اعلم بالصواب:
الاول: ان الزواج الشرعي يقل في ذلك الزمان او يرفع، كما حدث في روسيا؛ فالرجل السائب الذي تجنب من الارتباط بامرأة واحدة، يكون قيماً على اربعين امرأة شقية.
الثاني: انه كناية عن هلاك أغلب الرجال في الحروب التي تقع في تلك الفتنة. وعن كون اكثر الولادات من الاناث بناء على حكمة إلهية. وربما يلهب تحرر النساء تحرراً كلياً شهواتهن فيتغلبن بغلبة

(1) عن انس بن مالك رضي الله عنه قال - عند قرب وفاته - لأحدثكم حديثاً عن رسول الله y لايحدثكم به احد عنه بعدي! سمعت رسول الله y يقول: (لاتقوم الساعة - او قال - ان من اشراط الساعة: ان يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ). وفي رواية: (يظهر الزنا، ويذهب الرجال ويكثر النساء ). رواه البخاري في العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل، وفي النكاح باب يقل الرجال ويكثر النساء، وفي الاشربة في فاتحة، وفي المحاربين باب الزكاة. ورواه مسلم برقم 2671 والترمذي.

لايوجد صوت