عليه السلام بالنسبة له صغير جداً(1).ان أحد أوجه تأويل هذا، ولايعلم الغيب الا الله ينبغي ان يكون هكذا:
انه كناية واشارة الى ان الذين يعرفون (عيسى) عليه السلام ويتبعونه بنور الايمان - وهم جماعة الروحانيين المجاهدين - هم قلة قليلة بالنسبة لجنود الدجال العلمية والمادية اي الثقافية والعسكرية.
المسألة السابعة عشرة:
ورد: ان الدنيا تسمع ظهور الدجال يوم ظهوره، ويسيح في الارض اربعين يوماً وله حمار، دابة خارقة.
هذه الروايات بشرط صحتها لها عدة تأويلات والله اعلم هي:
ان هذه الروايات تخبر أخباراً معجزاً عن: ان وسائط النقل والمخابرة ستتقدم في زمن ظهور الدجال بحيث ان حادثة واحدة تسمع في اليوم الواحد في انحاء العالم كله، فيصيح الدجال بالراديو ويسمعه الشرق والغرب، وتقرأ الحادثة في جميع صحفه وجرائده. وان الانسان يستطيع ان يسيح في العالم كله في غضون اربعين يوماً فيرى قاراته السبع وحكوماته السبعين. فهذه الروايات تخبر اخباراً معجزاً عن التلغراف والتلفون والراديو والطيارة قبل ظهورها بعشرة قرون.
ثم ان الدجال لايُسمع - في العالم - بكونه دجالا، وانما بصفة ملك وحاكم مستبد مطلق، وان سياحته في الارض ليست للاستيلاء على الاماكن كلها وانما لايقاظ الفتنة والاضلال والاغواء. اما دابته وحماره، فاما انه القطار الذي احدى اذنيه ورأسه مصدر النار كجهنم. واذنه الاخرى مكان مفروش ومزين كجنة كاذبة، فيرسل اعداءه الى
(1) ورد في كتاب (الاشاعة لاشراط الساعة ص188 عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: أن طول الدجال اربعون ذراعاً بالذراع الاول، تحته حمار أقمر ـ اي شديد البياض ـ طول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعاً، ما بين حافر حماره الى الحافر الآخر، مسيرة يوم وليلة، تطوى له الارض منهلا منهلا، يتناول السحاب بيمينه، ويسبق الشمس الى مغيبها، يخوض البحر الى كعبه.. ) اهـ الحديث بطوله. وانظر النهاية او الملاحم 2/80، 82 كنز العمال 14/330، مختصر تذكرة القرطبي 144، 148. جمع الجوامع 10662 الدر المنثور 5/355 فيض القدير رقم 4249 مجمع الزوائد 8/344 الحاوي للفتاوى 2/588.