القهقرى عن حركتها، وتصبح دورتها - بارادة الله سبحانه - من الشرق الى الغرب بدلا من الغرب الى الشرق، وعندها تبدأ الشمس بالطلوع من مغربها.
نعم! اذا انقطعت قوة جاذبة القرآن الكريم الذي هو حبل الله المتين والذي يشد الارض بالشمس، والفرش بالعرش، انحلت عرى الكرة الارضية، فتظل تدور دوراناً تائهاً سائباً، فتطلع الشمس من مغربها بعدم انتظام حركتها وبمعكوسيتها.
هذا وللحديث تأويل آخر هو:
ان القيامة تقوم نتيجة التصادم - بالكواكب السيارة - بأمر إلهي مقدر.
اما (دابة الارض) فان هناك اشارة اليها في غاية الاجمال في القرآن الكريم مع كلام مختصر بلسان حالها.
اما تفصيلها فلا أعرفه الآن معرفة جازمة -وباقتناع قاطع- بمثل المسائل الاخرى. الا انني أتمكن ان اقول، ولا يعلم الغيب الا الله:
انه كما سلط الله سبحانه آفة الجراد والقمل على قوم فرعون، وسلط (طيراً ابابيل) على قوم أبرهة الذين أتوا لهدم الكعبة، كذلك الذين ينساقون طوعاً وعلى علم بفتن (السفياني والدجاجلة) فيتمادون في العصيان والطغيان والفساد، ويتردون في الالحاد والكفر والكفران والتوحش والغدر بدافع الارهاب والفوضى التي يشيعها يأجوج ومأجوج يخرج عليهم حيوان من الارض - لحكمة ربانية لاعادة صوابهم - فيسلط عليهم ويدمرهم تدميراً.
ان تلك الدابة - والله اعلم - هي نوع وليست فرداً، لانه لو كانت فرداً وحيواناً واحداً ضخماً جداً، لما بلغ كل شخص في كل مكان، فهو اذن طائفة حيوانية مخيفة، وربما هي حيوان كالارضة التي تقضم الخشب وتأكله كما تشير اليها الآية الكريمة ﴿الا دابة الارض تأكل منسأته﴾(السبأ: 14). فهذا الحيوان ايضاً يقضم عظام الانسان وينخرها كنخر تلك الدابة الخشب ويستقر في جميع اجزاء جسم الانسان من أسنانه الى اظفاره.