المجتمع الانساني كالاحترام والمحبة، ويكره الناس على حرية هي عين الاستبداد، لتتصارع النفوس الضالة في مستنقع الاهواء والرذيلة، فاتحاً الطريق الى ارهاب شنيع وفوضى رهيبة بحيث لايمكن - في ذلك الوقت - ان ينضبط اولئك الناس الا باستبداد في منتهى الشدة والقسوة.
المسألة الثانية:
لقد ذكرت الروايات اعمالاً خارقة يقوم بها كلا الدجالين، وعن اقتدارهما فوق المعتاد، وعن هيبتهما وعظمتهما الفائقة، حتى حدا الامر ببعض الناس التعساء ان يسندوا اليهما شيئاً من الالوهية! هكذا جاء في الروايات.. فما سبب هذا؟
الجواب: والعلم عند الله. اما كون اجراءاتهم واعمالهم عظيمة وخارقة، فلأن معظمها تسوق الى التخريب، وتدفع الى هوى النفس. لذا يمكنهم بكل سهولة ويسر القيام باعمال فوق المعتادة، لانها تخريب. حتى ان ما ورد في الحديث من: (يوم كسنة) اي: ان ما ينجزونه في سنة واحدة من الاعمال لايمكن انجازها في ثلاثمائة سنة. اما سبب ظهور اقتدارهم بما هو فوق المعتاد، فان هناك اربعة اسباب وجهات:
اولاها:
اسنادهم الى انفسهم ظلماً وزوراً وبالاستدراج كل ما في حكوماتهم الهائلة المستبدة من اعمال حسنة وترقيات حصلت بقوة الجيش الشجاع والامة النشطة، هو الذي يسبب التوهم من ان اشخاصهم لها اقتدار ألف شخص، علماً ان القاعدة والحقيقة تقتضيان: ان ما ينشأ من عمل الجماعة من المحاسن والاعمال الايجابية والشرف والغنيمة يقسم على افراد الجماعة ويعود الى افرادها، في حين تسند السيئات والسلبيات والخسائر والتخريبات الى سوء ادارة رئيس الجماعة وتقصيراته.
فمثلا: اذا اقتحم فوج من الجيش قلعة وفتحوها. فان شرف