ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس | 133
(110-138)

وقد انطقت الآية الكريمة تلك الدابة بخصوص الايمان مشيرة: بان المؤمنين ينجون منها ببركة الايمان ويمنه، وبتحرزهم من السفاهة، وتجنبهم الاسراف وسوء الاخلاق.
﴿ربنا لاتُؤاخذنا إن نسينا او أخطأنا﴾
﴿سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم﴾

(تتمة المسائل العشرين السابقة في ثلاث مسائل)
المسألة الاولى:
لقد اطلق في الروايات اسم (المسيح) على سيدنا عيسى عليه السلام، واطلق الاسم نفسه على الدجالين ايضاً، كما ورد في الاستعاذة: (من فتنة المسيح الدجال).
فما حكمة هذه التسمية وما تأويلها(1)؟
الجواب: ان حكمتها - والله اعلم - هي:
ان عيسى عليه السلام قد رفع - بأمر إلهي - قسماً من التكاليف الشاقة التي كانت في شريعة سيدنا موسى عليه السلام، واحل بعض ما تشتهيه النفوس كالخمر، كذلك يفعل الدجال الكبير - بإغواء من الشيطان وبنفوذه - فيرفع قسماً من أحكام شريعة سيدنا عيسى عليه السلام فيخل بالروابط التي بها تدار الحياة الاجتماعية للنصارى ممهداً الاوضاع للفوضى والارهاب ومجئ يأجوج ومأجوج.
وكذلك (السفياني) الذي هو دجال المسلمين يسعى لرفع قسم من الاحكام الخالدة للشريعة المحمدية (على صاحبها افضل الصلاة والسلام) بدسائس النفس الامارة وبمعاونة الشيطان، فيخل بالروابط المادية والمعنوية للبشرية ويطلق النفوس الحائرة العصبية الذاهلة من عقالها لتتيه ضائعة شاردة. فينقض العرى النورانية التي تربط افراد

(1) قال الحافظ في الفتح: 13/94: وحكى شيخنا مجد الدين الشيرازي صاحب القاموس في اللغة، انه اجتمع له من الاقوال في سبب تسمية الدجال خمسون قولا

لايوجد صوت