نفسه، عن سؤالنا الذي سألناه، حول الآخرة، كذلك يجيبنا سبحانه بألسنة ملائكته ويعرّفنا الاخرة بنمط آخر، إذ تقول الملائكة:
(هناك امارات ودلالات لاحدّ لها على وجودنا والعالم الروحاني، وقد جرت لقاءات ومكالمات وتعارف بينكم وبيننا وبين الروحانيين منذ زمن آدم عليه السلام، وهي حوادث يقينية متواترة لاتقبل الريب، ولقد ذكرنا ودوماً نذكر مانراه خلال تجوالنا في منازل الآخرة وصالاتها الى أنبيائكم اثناء لقائنا معهم: اننا نبشركم بشارة لاريب فيها من أن هذه الأروقة الدائمة وما وراءها من قصور خالدة ومنازل معدّة انما اعدّت لاستقبال ضيوف كرام مكرمين وهُيئت لقدومهم).
وبهذا يجيبنا الملائكة الكرام عن سؤالنا حول الآخرة.
ثم ان خالقنا الكريم قد عيّن لنا اعظم معلم.. وأكمل استاذ.. واصدق قدوة.. واقوم رائد.. ألا وهو محمد الهاشمي عليه افضل الصلاة والسلام. وقد ارسله خاتما للرسل الكرام عليهم السلام. فعلينا اذن - وقبل كل شئ - أن نسأل استاذنا ماسألناه من خالقنا عزّ وجل حول الآخرة لعلنا نتكامل في معرفتنا ونترقى من مرتبة علم اليقين الى عين اليقين والى حق اليقين، لان هذا النبي الحبيب الصادق المصدّق من لدن الخالق العليم بألف من المعجزات، مثلما انه معجزة القرآن الكريم، فاثبت للعالم اجمع، أنه كتاب رب العالمين لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد اصبح القرآن الكريم ايضاً معجزة من معجزاتهy ودليلاً على انه الصادق المصدّق وانه رسول رب العالمين.
فكلتا المعجزتين - احداهما لسان عالم الشهادة ومعها تصديق جميع الانبياء عليهم السلام والاولياء، والاخرى لسان عالم الغيب المتضمن جميع الكتب السماوية وجميع حقائق الكون - قد اقامتا الحجج على حقيقة الحشر والنشور راسخة واضحة وضوح الشمس والنهار. بجميع حياة المعجزة الاولى وآلاف من آيات المعجزة الثانية.