ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 308
(270-373)

مملكة الارض والمرسل من لدن سلطان الازل والابد والعامل تحت رقابته.. وهو المتصرف في شؤون الارض مع تسجيل كامل لأعماله بجزئياتها وكلياتها.. وهو عبد كليّ، مكلف بعبادة واسعة شاملة، والحامل للأمانة الكبرى التي أبت السموات والارض والجبال ان يحملنها، فانفرجت أمامه طريقان: احداهما للاشقياء، والاخرى للسعداء.. وهو الذي يعكس كالمرآة جميع تجليات الاسماء الحسنى ويتجلى فيه اسم الله الاعظم.. وهو المخاطب المقصود للخطاب السبحاني والاكثر فهماً للكلام الرباني.. وهو الاكثر فاقة وعجزاً من بين احياء الكون.. وهو الكائن الحي العاجز الفقير بلا حدود، مع أن له اعداء ومؤذيات بلا عد ومقاصد وآلاماً بلا حد.. وهو اغنى استعداداً من بين ذوي الحياة.. وهو اشد احساسا وشعوراً بالالم - ضمن لذة الحياة - حيث تمتزج لذاته بآلام منغّصة.. وهو أشد شوقاً الى البقاء واكثر حاجة الى الخلود، بل هو الأجدر به.. وهو الذي يتوسل لأجل البقاء والخلود بأدعية غير محدودة فلو اُعطي له ما في الدنيا من متع لما شفت غليله للخلود.. وهو الذي يحب الذي أنعم عليه حباً لحد العبادة، ويحببه للآخرين، وهو المحبوب ايضاً.. وهو اعظم معجزات القدرة الصمدانية بل هو اعجوبة الخلق لما انطوى فيه العالم الاكبر ولما تشهد جميع اجهزته بأنه مخلوق للسير قدما نحو الابدية والخلود.
فهذا الانسان الذي يرتبط بمثل هذه الحقائق العشرين الكلية باسم الله (الحق) والذي هو وثيق العلاقة باسم الله (الحفيظ) الذي لايعزب عنه شئ في السموات والارض، يرى ادنى حاجة لأصغر حيّ ويسمع نداء حاجته فيغيثه فيدوّن كتبتُه الكرام جميع اعمال هذا الانسان وافعاله المتعلقة بالكائنات.. فهذا الانسان - بحكم هذه الحقائق العشرين - لابد ان يكون له حشر ونشور، ولاريب انه سيكافأ - باسم الله الحق - على ما قدّم من خدمات واعمال، وسيجازى على ماقصّر فيها، ولاشبهة أنه سيساق الى المحاسبة والاستجواب عما دوّن من اعماله - باسم الحفيظ - جزئيها وكلّيها، ولاشك ان ستفتح امامه ابواب سعادة خالدة وضيافة ابدية، او ابواب سجون رهيبة وشقاء مقيم؛ وانه

لايوجد صوت