ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 306
(270-373)

تلك البذور والنوى جميع ما يعود الى تركّب شجرة الارض العظيمة.
أما آخر شجرة الارض السنوية فهو مايضعه في علب متناهية في الصغر من جميع الوظائف التي قامت بها الشجرة في الخريف، وجميع التسبيحات والاذكار الفطرية التي ادتها تجاه الاسماء الحسنى، وجميع مايمكن نشره في حشر الربيع المقبل من صحائف الاعمال، ويسلّم هذا جميعا الى يد الحكمة للحفيظ ذي الجلال تالياً بهذا اسم الله (الآخر) بألسنة لاحد لها على اسماع الكائنات وانظارها.
اما ظاهر هذه الشجرة فهو: تلك الازهار الكلية المتنوعة المتباينة التي تفصح عن ثلاثمائة الف نوع من امثلة الحشر واماراته، وهو تلك الموائد المنصوبة للرحمن الرحيم والرزاق الكريم، وهو تلك الضيافات المفتوحة لذوي الحياة كافة، فكل ما في ظاهر تلك الشجرة يذكر ويتلو اسم الله (الظاهر) بألسنة ثمراتها، وازهارها، وطعومها مُظهراً حقيقة ﴿واذا الصُحُفُ نُشرت﴾ ساطعة كالشمس في كبد السماء.
اما باطن هذه الشجرة العظيمة فهو معمل ومصنع يحرك مالايعد ولايحصى من مكائن منتظمة ومعامل دقيقة حتى انه يعدّ طنا من الاطعمة وينضجها من درهم من المواد وتوصله الى الجائعين، وينهض باعماله في منتهى الدقة بما لايدع مجالاً لتلعب به الصدفة، فيذكر الوجه الباطن للارض اسم الله (الباطن) بل يثبته ويعلنه بمائة الف من الانماط والصور كما يعلنه قسم من الملائكة الذين يسبّحون بمائة الف لسان.
وكما ان الارض من حيث حياتها السنوية كالشجرة، بينت (الحفيظية) التي في تلك الاسماء الحسنى الاربعة بوضوح، وجعلتها مفتاحاً لباب الحشر، فهي كذلك كالشجرة المتناسقة جداً من حيث حياة العصور وحياة الدهور، اذ ترسل ثمراتها - على مدى العصور والدهور - الى سوق الآخرة.

لايوجد صوت