وهكذا تصبح الارض بأسرها مرآةً واسعة جدا لتجليات تلك الاسماء الاربعة، وتفتح سبيلاً واسعاً جداً الى الآخرة بحيث تظل عقولنا ولغاتنا قاصرة وعاجزة عن الاحاطة بها. لذا نكتفي بالآتي ولا نزيد:
ان عقارب الساعة التي تعد الثواني والدقائق والساعات والايام تتشابه فيما بينها، فالواحد يدل على الآخر ويذكّره، فمن يراقب حركة عقرب الثواني يضطر الى تصديق حركة التروس الاخرى. كذلك الدنيا كساعة كبرى لخالق السموات والارض، حيث تتشابه الايام التي تعد ثواني هذه الساعة الكبرى، والسنوات التي تحصي دقائقها، والعصور التي تظهر ساعاتها، والاحقاب التي تعرف ايامها فمع تشابه بعضها مع البعض الآخر فإن كلا منها يدل على الآخر ويثبته.
ومن هذه الزاوية نرى الارض تخبر بامارات لاحدّ لها عن مجئ ربيع خالد وصبح سرمدي بعد شتاء الدنيا الفانية المظلم.. تخبر عنه بحتمية مجئ الصبح لهذا الليل وبقطعية مجئ الربيع بعد هذا الشتاء. وبهذه الحقيقة يجيبنا اسم (الحفيظ) مع الاسماء الحسنى الاربعة: (الاول والآخر والظاهر والباطن) عن سؤالنا الذي سألناه حول الحشر.
وما دمنا نرى باعيننا ونفقه بعقولنا، ان الانسان هو:
خاتمة ثمرات شجرة الكون واجمع مافيها من الصفات.. وهو بذرتها الاصلية من حيث الحقيقة المحمدية.. وهو الآية الكونية الكبرى لقرآن الكون.. بل هو الآية الحاملة لتجليات الاسم الاعظم في ذلك القرآن الكوني كآية الكرسي في القرآن الكريم.. وهو اكرم ضيف في قصر الكون.. وهو انشط موظف مأذون له بالتصرف في سكنة ذلك القصر.. وهو المأمور المكلف عن حرث مزرعة الارض والناظر المسؤول عن وارداتها ومصاريفها، بما جُهز من مئات العلوم والوف المؤهلات.. وهو خليفة الارض، والمفتش الباحث في