صغيرة جدا.
والثمرة ايضا تشهد شهادة صادقة على تلك الحفيظية بتعرضها لأنوار اسم الله (الآخر) وذلك؛ بما تحوي من فهرس جميع الوظائف الفطرية لتلك الشجرة، وبما تضم من صحائف اعمالها، وبما تنطوي عليه من قوانين حياتها الثانية، علماً انها صندوق صغير جدا.
اما ظاهر الشجرة المجسم فانه يظهر عظمة القدرة وكمال الحكمة وجمال الرحمة ضمن الحفيظية المطلقة، ويبرزها للعيان مشهودة بتعرضها لأنوار اسم الله (الظاهر) وذلك؛ بحللها البهية المزدانة بالنقوش البديعة المتنوعة والاوسمة المرصعة، كأنها ثياب الحور العين الملونة بسبعين لونا.
اما الاجهزة الداخلية لتلك الشجرة التي اصبحت كأنها مرآة تعكس انوار اسم الله (الباطن) فهي ايضا تثبت - اثباتا ساطعا كالشمس - كمال القدرة والعدالة، وجمال الرحمة والحكمة، إذ إنها مصنع خارق كامل النظام، بل مختبر كيمياء عظيم، بل مستودع اعاشة وارزاق لايدع غصناً ولاثمراً ولاورقاً إلاّ ويزوده بالغذاء الذي يحتاجه.
وكما يظهر كلٌ من البذرة، والثمرة، وظاهر الشجرة، وباطنها، تجليات الاسماء الحسنى الاربعة (الاول والآخر والظاهر والباطن) فالكرة الارضية كذلك تظهرها، وتبين بداهة ان الحفيظ ذا الجلال والاكرام انما يعمل بقدرة وعدالة وحكمة ورحمة مطلقة؛ اذ انها - اي الكرة الارضية - كالشجرة من حيث تبدل المواسم السنوية، فجميع النوى والحبوب التي اودعت في الخريف - بتجلي اسم الله (الاول) - أمانةً الى الحفيظية، ترسِلُ ما لايعد من السيقان والاغصان، وتمدها الى شتى الجهات، وتَفتَح ما لايحصى من الازهار البهيجة والاثمار الطيبة، فتلبس الارض وشاح الربيع البهيج.. ذلك لأن كلا منها تضم كراسات مصغرة سُطّرت فيها الاوامر الربانية، وتبطن صحائف مصغّرة دوّن فيها ما انجز في السنة الماضية من اعمال، بل تستوعب