ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 311
(270-373)

حقاً ان مسألة الحشر والآخرة من المسائل التي هي فوق طاقة العقل وحدوده، ولاتفهم الا بتعليم هذين الاستاذين المعجزين (القرآن الكريم والرسول الحبيبy) وإرشادهما.
أما لِمَ لمْ يُوضح الانبياء السابقون عليهم السلام مسألة الحشر لأممهم كما هو واضح في القرآن الكريم ؟ فلأن عصورهم كانت عصور طفولة البشرية وبداوة الانسانية، والإيضاح يكون وجيزاً في الدروس الابتدائية كما هو معلوم.
وصفوة القول:
ما دام اكثر الاسماء الحسنى تقتضي الآخرة وتدل عليها، فلابد أن الحجج والدلائل الدالة على الاسماء الحسنى هي بدورها دلائل على ثبوت الاخرة وقيامها..
ومادام الملائكة يخبرون عما يشاهدون من منازل الاخرة وعالم البقاء فلابد ان الدلائل الشاهدة على وجود الملائكة والعالم الروحاني وعباداتهم هي بدورها دلائل اثبات على العالم الآخر..
ومادام أهم ما أعلنه محمدy خلال حياته المطهرة المباركة، واساس ما دعا اليه - بعد التوحيد - هو الآخرة، فلابد ان جميع المعجزات والحجج الدالة على نبوته وصدقهy هي بدورها شاهدة على حقيقة مجئ الآخرة..
وما دام ربع القرآن الكريم يبحث عن الحشر والآخرة، ويقيم الدلائل عليه بآلاف من آياته ويخبر عنه، فلابد ان الشواهد والحجج والدلائل والبراهين الدالة كلها على أحقية القرآن هي بدورها شاهدة على تحقق الآخرة ودالة عليها.
وهكذا تأملوا في هذا الركن الايماني العظيم لتقدروا مدى قطعية (الايمان بالاخرة) ومدى ثبوته ورسوخه.

لايوجد صوت