ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 314
(270-373)

لايملك سوى جزءٍ من الاختيار الجزئي، ويتقلب في الفقر المطلق! وكم يكون هذا الايمان محوراً للسعادة المطلوبة واللذة المبتغاة ! وكم يكون مرجعاً ومدار استمدادٍ وسلوة له تجاه هموم الدنيا غير المحصورة ؟ فلو ضحى هذا الانسان بكل حياته الدنيا في سبيل الفوز بهذه الثمرات والفوائد لكانت اذن زهيدة !
الثمرة الثانية المتوجهة لحياة الانسان الشخصية:
ان ما يقلق الانسان دوما وينغّص حياته، هو تفكيره الدائم في مصيره، وكيفية دخوله القبر، مثلما انتهى اليه مصير أحبته وأقاربه. فتوهم الانسان المسكين - الذي يضحي بروحه لأجل صديق عزيز - وتصوّره من أن آلافا بل ملايين الملايين من اخوانه البشر ينتهون الى العدم بالموت - ذلك الفراق الابدي الذي لا لقاء وراءه - سيذيقه هذا التصور ألما شديدا ينبئ بآلام جهنم. وحينما يتلوى هذا الانسان من ألم ذلك العذاب الأليم النابع من ذلك التفكير، يأتي (الايمان بالآخرة) فاتحا بصيرته، مزيلا الغشاوة عن عينيه، قائلا له: انظر.. فينظر بنور الايمان، فاذا به يكسب لذة روحية عميقة تنبئ بلذة الجنة، بما يشاهد من نجاة أحبته وخلاصهم جميعا من الموت النهائي والفناء والبلى والاندثار، ومن بقائهم خالدين في عالم النور الابدي منتظرين قدومه اليهم. نقتصر على هذا حيث وضحت رسائل النور هذه النتيجة مع حججها.
الثمرة الثالثة التي تعود لعلاقات الانسان:
ان مقام الانسان الراقي وتفوقه على سائر الاحياء وامتيازه عليها انما هو لسجاياه السامية، ولأستعداداته الفطرية الجامعة، ولعبوديته الكلية، ولسعة دوائر وجوده، لذا فالانسان المنحصر في الحاضر فقط المنسلخ من الماضي، المبتوت الصلة بالمستقبل - وهما معدومان ميتان مظلمان بالنسبة له - هذا الانسان يكسب سجايا المروءة والمحبة والاخوة والانسانية على اساس حاضره الضيق، وتتحدد

لايوجد صوت