ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 316
(270-373)

بحجج وبراهين.

الفائدة الرابعة التي تتطلع الى الحياة الاجتماعية:
وهي التي وضحها (الشعاع التاسع) وخلاصتها هي:
ان (الاطفال) الذين يمثلون ربع البشرية، لايمكنهم ان يعيشوا عيشة انسان سوي ينطوي على نوازع انسانية الا بالايمان بالآخرة. اذ لولا هذا الايمان لاضطروا ان يقضوا حياة ملؤها الوقاحة والاضطراب والهموم الأليمة. فلا يهنأون بألعابهم ولايتسلّون بلُعبهم، لان الموت الذي يصيب من حولهم من الاطفال يؤثر بالغ التأثير في نفس كل طفل، وفي شعوره المرهف الرقيق، وفي قلبه الذي سينطوي في المستقبل على آمال ورغبات كثيرة، وفي روحه التي لاتستطيع الثبات فتصاب بالقلق والحيرة، حتى تصبح حياته وعقله، وسيلتَي عذاب له، فلا يجدي ما يتستر به من لهو ولعب نفعا قبل ان يجد لتساؤله وحيرته جوابا.. الا ان ارشاد (الايمان بالآخرة) يجعله يحاور نفسه على النحو الآتي:
(ان صديقي - او أخي - الذي توفي قد اصبح الآن طيراً من طيور الجنة، فهو اكثر منا أنساً وانطلاقاً وتجوالا. وان والدتي - وان توفيت - الا انها مضت الى الرحمة الإلهية الواسعة، وستضمني ايضا الى صدرها الحنون في الجنة، فأرى تلك الوالدة الشفيقة). وبهذا يمكنه ان يعيش هادئاً مطمئناً عيشا يليق بالانسان.
وكذا (الشيوخ) الذين يمثلون ربع البشرية، فانهم لايرون السلوان حيال انطفاء حياتهم قريبا، ودخولهم تحت التراب، وقد أوصدت الدنيا الجميلة الحلوة ابوابها في وجوههم الا بـ(الايمان بالآخرة). اذ لولا هذا الايمان لتجرع اولئك الآباء المحترمون الرحماء، وتلك الامهات الفدائيات الشفيقات الويل تلو الويل، ولباتوا في حالة نفسية تعسة جدا، وفي قلق قلبي عنيف ولأصبحت الدنيا تضيق عليهم كالسجن، ولغدت

لايوجد صوت