ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 355
(270-373)

 ومن المكررات القرآنية (قصص الانبياء) عليهم السلام، فالحكمة في تكرار قصة موسى عليه السلام - مثلاً - التي لها من الحكم والفوائد ما لعصا موسى، وكذا الحكمة في تكرار قصص الانبياء انما هي لاثبات الرسالة الاحمدية وذلك بإظهار نبوة الانبياء جميعهم حجة على أحقية الرسالة الاحمدية وصدقها؛ حيث لايمكن أن ينكرها الا من ينكر نبوتهم جميعا. فذكرها اذن دليل على الرسالة.
ثم ان كثيراً من الناس لايستطيعون كل حين ولا يوفقون الى تلاوة القرآن الكريم كله، بل يكتفون بما يتيسر لهم منه. ومن هنا تبدو الحكمة واضحة في جعل كل سورة مطولة ومتوسطة بمثابة قرآن مصغر، ومن ثم تكرار القصص فيها بمثل تكرار اركان الايمان الضرورية. اي أن تكرار هذه القصص هو مقتضى البلاغة وليس فيه اسراف قط. زد على ذلك فان فيه تعليماً بأن حادثة ظهور محمد y اعظم حادثة للبشرية واجل مسألة من مسائل الكون.
نعم! ان منح ذات الرسول الكريم y اعظم مقام واسماه في القرآن الكريم، وجعل (محمد رسول الله) - الذي يتضمن اربعة من اركان الايمان - مقروناًً بـ(لا اله الا الله) دليل - وأيّ دليل - على أن الرسالة المحمدية هي اكبر حقيقة في الكون، وان محمداً y لهو اشرف المخلوقات طراً. وان الحقيقة المحمدية التي تمثل الشخصية المعنوية الكلية والمقام السامى والمرتبة الرفيعة لمحمد yهي السراج المنير للعالمين كليهما، وانه y اهل لهذا المقام الخارق، كما قد اثبت ذلك في اجزاء رسائل النور بحجج وبراهين عديدة اثباتا قاطعاً. نورد هنا واحداً من الف منها. وكما يأتي:
ان كل ما قام به جميع أمة محمد y من حسنات في الازمنة قاطبة يكتب مثلها في صحيفة حسناته y، وذلك حسب قاعدة (السبب كالفاعل).

لايوجد صوت