ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الحادي عشر | 356
(270-373)

وان تنويره لجميع حقائق الكائنات بالنور الذي اتى به لايجعل الجن والانس والملك وذوي الحياة في امتنان ورضى وحدهم بل يجعل ايضاً الكون برمته والسماوات والارض جميعا راضية عنه محدثة بفضائله.
وان ما يبعثه صالحو الامة - الذين يبلغون المليارات - يوميا من أدعية فطرية مستجابة لاترد - بدلالة القبول الفعلي المشاهد لأدعية النباتات بلسان الاستعداد، وادعية الحيوانات بلسان حاجة الفطرة - ومن ادعية الرحمة بالصلاة والسلام عليه، وما يرسلونه بما ظفروا من مكاسب معنوية وحسنات هداياً، انما تقدم اليه اولا.
فضلا عما يدخل في دفتر حسناته y من انوار لاحدود لها بما تتلوه أمته - بمجرد التلاوة - من القرآن الكريم الذي في كل حرف من حروفه - التي تزيد على ثلاثمائة الف حرف - عشر حسنات وعشر ثمار اخروية، بل مائة بل الف من الحسنات..
نعم ! ان علام الغيوب سبحانه قد سبق علمه وشاهد أن الحقيقة المحمدية التي هي الشخصية المعنوية لتلك الذات المباركة y ستكون كمثال شجرة طوبى الجنة، لذا أولاه في قرآنه تلك الاهمية العظمى، حيث هو المستحق لذلك المقام الرفيع. وبيّن في اوامره بأن نيل شفاعته هو باتباعه والاقتداء بسنته الشريفة وهو اعظم مسألة من مسائل الانسان. بل أخذ بنظر الاعتبار - بين حين وآخر - اوضاعه الانسانية البشرية التي هي بمثابة بذرة شجرة طوبى الجنة.
وهكذا فلأن حقائق القرآن المكررة تملك هذه القيمة الراقية وفيها من الحكم ما فيها، فالفطرة السليمة تشهد أن في تكراره معجزة معنوية قوية وواسعة، الامَن مرض قلبه وسقم وجدانه بطاعون المادية، فتشمله القاعدة المشهورة:
قد ينكر المرءُ ضوء الشمس من رَمَد ويُنكـر الفـمُ طعـم الـمـاء من سَقَـم

لايوجد صوت