ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني عشر | 383
(374-395)

وبتجرد. ومن الواضح تماماً ان هذه الرسائل لاتنوي استغلال الدين ولا القيام بتشكيل جمعية ولا محاولة الإخلال بأمن الدولة، كما ان الرسائل المتبادلة بين طلاب النور، او بين طلاب النور وبين سعيد النورسي تحمل هذا الطابع ايضاً. وباستثناء بعض الرسائل السرية (لايتجاوز عددها عشر رسائل) التي لم تتطرق الى مواضيع علمية. بل تحمل طابع الشكوى والالم، فقد كتبت جميع رسائل النور إما لشرح آية او لتوضيح معنى حديث شريف وبيانه. كما ان معظم رسائل النور كتبت لتوضيح الحقائق الدينية والايمانية، وحول عقائد الايمان بالله وبرسوله واليوم الآخر. ولكي تتوضح هذه الحقائق بشكل افضل انتهجت رسائل النور اسلوب ضرب الامثال وايراد القصص، وقدمت رأيها العلمي وارشاداتها ونصائحها الاخلاقية ضمن مناقب حميدة وتجارب في الحياة وقصص ذات عبر، ولا تحتوي هذه الرسائل على اي شئ يمكن ان يمس الحكومة او المراجع الرسمية)).
لذا فاننا في الحقيقة متأثرون جداً من قيام الادعاء العام باهمال تقرير هذه الهيئة العلمية المتخصصة ذات المستوى المرموق وتركه جانباً، والتوجه الى التقرير القديم الناقص والمشوش والمضطرب، ثم بناء اتهاماته الغريبة استناداً اليه. لذا فان من الطبيعي ان نرى هذا غير لائق بعدالة هذه المحكمة التي نسلم بها وبانصافها. وهذا يشبه - ولا مشاحة في الامثال - ماجرى مع (البكطاشي)(1) الذي قيل له: (لماذا لاتصلي؟) فاجاب: (لانه ورد في القرآن ﴿لاتقربوا الصلاة﴾) فقيل له: (ولكن لماذا لاتكمل قراءة الآية وهي تقول ﴿وانتم سكارى﴾) فاجاب : (انني لست حافظاً للقرآن). وعلى هذا المثال تؤخذ جملة معينة من (رسائل النور) وتبنى عليها الاتهامات ضدنا دون ان تُقرأ وتدقق الجمل التالية والموضحة لها، وسترون امثلة عديدة - حوالي

(1) البكطاشي: اي من اتباع الطريقة (البكطاشية) التي بدأت على اسس سليمة ثم انحرفت حتى اصبح افرادها يضرب بهم المثل في ترك الصلاة والصوم وفي شرب الخمور. - المترجم

لايوجد صوت