ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني عشر | 392
(374-395)

فاصدرت المحكمة الحالية قرارها بالبراءة بالاجماع. اما المحكمة السابقة فانها احتجّت ببضع كلمات وردت ضمن مائة وثلاثين رسالة لكي تكون عذراً لها في اصدار حكم بالحبس لمدة ستة اشهر على خمسة عشر طالباً من طلاب النور من بين مائة وعشرين من الموقوفين منهم، وذلك من اجل شخص مشهور في العالم(1). اذن فهذا برهان قوي وحجة قاطعة على ان تعرضكم لي ولرسائل النور ليس الا نتيجة توهم لامعنى له وليس الا ظلماً قبيحاً. ثم انه لاتوجد عندي دروس جديدة وليس لي سر مطوي وخفي لكي تقوموا بمثل هذه المراقبة والترصد.
انني الآن في حاجة ملحة الى حريتي. ألا يكفي هذا الترصد غير المجدي والمراقبة العقيمة والملاحقة الظالمة المستمرة منذ عشرين سنة؟ لقد نفد صبري.. وربما ادعو عليكم بسبب ضعفي وشيخوختي دعاء لم ادعه من قبل، وان (دعوة المظلوم ليس بينها وبين العرش حجاب)(1) حقيقة راسخة.
ولكن ذلك الظالم وهؤلاء التعساء المتبوأين وظائف دنيوية عالية قالوا لنا:
(انك ومنذ عشرين عاماً لم تضع قبعتنا على رأسك حتى ولا مرة واحدة. ولم تحسر عن رأسك امام المحاكم - السابقة منها واللاحقة - بل بقيت في قيافتك القديمة مع ان سبعة عشر مليوناً لبسوا القيافة الجديدة).
قلت لهم:
(ليس هناك سبعة عشر مليوناً، ولاسبعة ملايين، بل ولايوجد من

(1) المقصود مصطفى كمال. - المترجم
(1) اصل الحديث: (واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب) رواه مسلم - كتاب الايمان 29. والبخارى - الجهاد 180، الزكاة 63، المظالم 9، المغازى 60.

لايوجد صوت