ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 412
(396-458)

اخواني الاعزاء الصديقين!
تذكرت اليوم ما جرى من الحوار المعروف لديكم حول (الشيخ ضياء الدين)(1) بيني وبين أخي الكبير المرحوم (الملا عبد الله)(2). ثم فكرت فيكم. وقلت في قلبي:
ان الذي يظهر ثباتاً الى هذه الدرجة في هذا الزمان الذي قلما يثبت فيه أحد، هؤلاء الاتقياء المخلصون والمسلمون الجادون الذين لا يتزعزعون في دوامة هذه الاحوال المحرقة المؤلمة، أقول: لو رفع الحجاب - حجاب الغيب - وبدا لي كل منهم في درجة الأولياء الصالحين بل حتى لو ظهر في مرتبة القطبية فلا يزيد شئ في نظري عنهم ولا اغير ما اوليهم من اهتمام وعلاقة ما اوليه في الوقت الحاضر الاّ قليلاً، وكذلك لو بدوا لي اشخاصاً اعتياديين من العوام، فلا أنقص أبداً مما امنحهم في الوقت الحاضر من قيمة كريمة ومنزلة رفيعة.
هكذا قررت، ذلك لأن خدمة انقاذ الايمان في مثل هذه الأحوال الصعبة والشروط القاسية هي فوق كل شئ.
فالمقامات الشخصية والمزايا التي يضفيها حسن الظن على الاشخاص تتزلزل وتتصدع في مثل هذه الاحوال المضطربة المزعزعة فيقل حسن الظن وبدوره المحبة، زد على ذلك ان صاحب الفضيلة والمزية يشعر بضرورة التصنع واالتكلف والوقار المصطنع كي يحافظ على مكانته في نظرهم.
فشكراً لله بما لا يتناهى من الشكر، اننا لا نحتاج الى مثل هذه التكلفات المصطنعة الباردة.
سعيد النورسي
* * *

لايوجد صوت