ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 415
(396-458)

التساند. واياكم النظر الى تقصيرات بعضكم البعض، مما يولده الانفعال في الاعصاب من جراء هذه المصائب. فالشكاوى هي بمثابة الاعتراض على القدر الإلهي، فلا يقولن أحدكم: لو لم يكن كذا لما حدث هكذا. ولايغضب بعضكم على البعض الآخر. فلقد علمت انه لانجاة ولاحيلة لنا من هجوم هؤلاء. فكانوا يهجمون علينا مهما كنا نعمل. وماعلينا الاّ ان نقابلهم بالصبر والشكر والرضى بالقضاء الإلهي والتسليم بقدره، لتمدنا العناية الإلهية.
فينبغي لنا ان نسعى لكسب الثواب العظيم والحسنات الكثيرة في زمن قليل وبعمل قليل. دعواتنا الخالصة بسلامة اخواننا هناك.
* * *
اخواني الاوفياء الصادقين !
ان لقاء الاصدقاء ومجالسة الاخوان منبعٌ ثرٌ للسلوان، لما يعاني منه الانسان من سرعة تبدل هذه الحياة الدنيا، ومن زوالها وفسادها، ومن فنائها وفناء متعها التي لا تجدي شيئاً، ومن صفعات الفراق والافتراق التي تنزلها بالانسان ..
نعم! قد يقطع انسان مسافة عشرين يوماً ويصرف مائة ليرة لاجل لقاء اخيه لساعات معدودة.
ففي هذا الزمان العجيب الذي قلما يوجد فيه صديق صدوق، لاتعد هذه المشقات والمصاعب التي نزلت بنا مع ضياع الاموال ذات اهمية تذكر ازاء رؤية اربعين او خمسين من الاصدقاء الصادقين والاخوة المخلصين دفعة واحدة طوال شهرين من الزمان، ومجالستهم ومحاورتهم في سبيل الله، والتسلي بهم وتسليتهم تسلية حقيقية.
فانا شخصياً كنت ارضى بهذه المصاعب والمشقات رجاء رؤية واحد من اخوتي هنا فحسب بعد فراقي عنهم عشر سنوات.
اعلموا ان الشكوى اعتراض على القدر والشكر تسليم له.

لايوجد صوت