ثقوا يا اخواني؛ انه لو حضر الأجل الآن، وتوفيت، لاستقبلته براحة قلب وانشراح صدر، لانني على قناعة تامة من ان فيكم (سعيدين) كثيرين شبان أقوياء ثابتين سيتولون القيام بمهمة (رسائل النور) والدفاع عنها وحمايتها ووراثتها، أفضل بكثير من هذا (السعيد) الضعيف العجوز العاجز المريض.
* * *
اخواني الأوفياء الصادقين الاعزاء!
لما كنتم قد ارتبطتم برسائل النور نيلاً لثواب الآخرة، واداءً لنوع من العبادة، فلا شك ان كل ساعة من ساعاتكم - تحت هذه الشروط والأحوال الصعبة - تصبح في حكم عبادة عشرين ساعة، والعشرين ساعة من العمل في خدمة القرآن والايمان - لما فيها من جهاد معنوي - تكسب أهمية مائة ساعة، والمائة ساعة التي تمضي في لقاء مجاهدين حقيقيين من اخوة طيبين - كل منهم يعادل في الأهمية مائة شخص - وعقد أواصر الأخوة معهم، وامدادهم - بالقوة المعنوية - والاستمداد منهم، وتسليتهم والتسلي بهم، والاستمرار معهم في خدمة الايمان السامية بترابط حقيقي وثبات تام، والانتفاع بسجاياهم الكريمة، وكسب أهلية الطالب في مدرسة الزهراء بالدخول في مجلس الامتحان هذا، في هذه المدرسة اليوسفية، وأخذ كل طالب قسمته المقسومة له قَدَراً، وتناوله رزقه المقدّر له فيها، نيلاً للثواب.. تستوجب الشكر على مجيئكم الى هنا، والتجمل بالصبر وتحمل جميع المشقات والمضايقات مع التفكر في الفوائد المذكورة.
سعيد النورسي
* * *