اربع ألفات(المذكورة في رسالة الاخلاص). وان الحالة الروحية التي تحافظ على وحدتكم تحت هذه الاحوال المضطربة تثبت دعواي بالأمس.
نعم - ولا مشاحة في المثال - فكما ان ولياً عظيماً لا يرتقي الى موقع صحابي صغير في العمل للاسلام كما اتفق عليه اهل السنة، كذلك ان اخاً خالصاً من اخواننا الذي ترك حظوظ نفسه في هذا الزمان وعمل في خدمة الايمان وسعى في سبيل نكران الذات وبذل ما في وسعه للحفاظ على التساند والاتحاد، هذا الاخ يحرز موقعاً اكثر من الولي.
هكذا اقتنعت وانتم بدوركم تسندون قناعتي هذه، ليرضى الله عنكم ابداً، آمين.
* * *
اخوتي الاعزاء الاوفياء !
ان (رسالة الثمرة) ذات اهمية عظيمة وقيمة عالية. آمل ان يفتح الله بها قلوب الكثيرين في وقت ما. وانتم قد ادركتم قيمتها وقدّرتموها حق قدرها حتى لم تدعوا هذه المدرسة اليوسفية دون درس.
اقول ما يعود لنفسي:
ان ثمرة هذه الاتعاب التي تكابدونها والمصاريف التي تبذلونها إن كانت هي هذه (الرسالة) وحدها ورسالة (الدفاع) واللقاء معكم في موضع واحد.. زهيدة تلك المصاريف، وتلك الاتعاب، بل لو حمّلت عشرة امثال هذه المصيبة لكانت رخيصة في سبيل هذه الامور.
ولقد اقتنعت قناعة كاملة نتيجة تجاربي الكثيرة ولاسيما في هذا السجن الضيق:
ان الاشتغال برسائل النور قراءة وكتابة يخفف كثيراً من الضيق والضجر، ويورث الفرح والانشراح، وفي الوقت الذي لا أنشغل بها