اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لقد شعرت بإخطار معنوي فجر هذا اليوم ان السبب الحقيقي لهذا الهجوم الواسع والتعدي علينا ليس (الشعاع الخامس) بل (الحزب النوري) و (مفتاح الايمان) و (الحجة البالغة)(1). فقد قرأت بامعان قسماً من (الحزب النوري) وتأملت في (مفتاح الايمان) فعلمت:
ان الزنادقة لا يستطيعون الحفاظ على مسلكهم ازاء ضربات هذين السيفين الحادين الالماسيين، ولكن أظهروا (الشعاع الخامس) سبباً ظاهرياً وذلك لعلاقته الجزئية بالسياسة، واستغفلوا به الحكومة وأثاروهم ضدنا.
ولقد ورد بالبال مع هذا الإخطار نفسه: (لو تخلى بعض الاخوة الضعفاء عن العمل موقتاً، لربما ينجو من هذه المصيبة) فاردت ان اسمح لهم بهذا. ولكن فجأة أُخطر للقلب: ان الذى دامت علاقته الى هذا الحد ودخل هذا الامتحان مرتين، والذي قاسى لأجله ما قاسى وتضرر اضراراً بليغة، لا يجوز له التخلي قلباً - والذي فيه الضرر دون النفع - بل يمكنه ذلك لمجرد خداعهم باظهار اجتناب ظاهري بحت. والاّ يلحق الضرر بنفسه وبنا وبمسلكنا المقدس وتأتيه لطمة تأديب بخلاف مقصوده جزاء لما يفعل .
* * *
اخوتي الاعزاء الاوفياء !
(1) الحجة البالغة: هى القسم الثانى من مجموعة (عصا موسى) ويضم احدى عشرة حجة ايمانية.- المترجم.