ان الانشغال بامور الدنيا يؤلمني، فاعتمد على فطنتكم لأنني لا استطيع التوجه اليها من غير اضطرار.
سعيد النورسي
* * *
اخوتي!
لقد اصبح ضرورياً بيان مسألة أخطرت صباح هذا اليوم إزاءكل احتمال :
كثيراً ما تحرى نفسي وشيطاني منذ عشرين عاماً الحقائق التى استنبطناها من القرآن، والتي هي أشبه بالشمس او النهار لا تقبل اي شك او ريب او تردّد قائلين:
(مارأي الفلاسفة المتزندقة تجاه هذا وما مستندهم؟)
ولما لم يجد نفسي وشيطاني ثلمة او نقصاً، سكتا. واعتقد ان الحقيقة التى اسكتت نفسي وشيطاني الحساسين جداً والعاملين معاً، قادرة على حمل اشد الناس تمرداًً على الصمت والسكوت ايضاً.
وما دمنا نعمل من أجل حقيقة هي من أهم ّ الحقائق وأجلّها، وأشدها ثبوتاً ورسوخاً؛ ولا يمكن تقييمها أو تقديرها بأي قيمة مادية مهما كانت، ويهون بذل النفس والروح والصديق والحبيب، بل الدنيا باسرها في سبيل تحققها، فلابد اذاً من ان نصمد بكمال المتانة والصبر تجاه جميع الويلات والمحن التي قد تنزل بنا، وان نواجه بصدر رحب جميع مضايقات الأعداء. اذ من المحتمل جداً ان يُحرَّكَ ضدنا مشايخ أو علماء متظاهرون بالتقوى، مخدوعون بأنفسهم أو بتحريض غيرهم لهم.. وتجاه موقف كهذا، لابد لنا من المحافظة على وحدتنا وتساندنا، وعدم تضييع الوقت معهم في الجدل والنقاش الفارغ.
سعيد النورسي
* * *