نعم ان ظرافة لطيفة لهذه العناية الخفية هي انهم يطلقون على جميع طلاب النور القادمين الى هنا لقب: (العلماء). فترى على لسان الجميع ذكرهم باحترام واجلال بكلمة (علماء.. علماء..)
فضمن هذه الظرافة اشارة لطيفة، وهي ان السجن قد تحول الى مدرسة علمية واصبح طلاب النور مدرسين ومعلمين فيها، وستصبح باذن الله سائر السجون بمثابة مدارس بفضل هؤلاء العلماء.
* * *
اخوتي:
لو تُقرأ احياناً امثال هذه الرسائل الصغيرة المسلية، علاوة على مطالعة رسالة (الثمرة) ولاسيما المسائل الاخيرة منها، وتداول الاخوة فيما بينهم تداولاً فكرياً المسائل التي تخطر على البال من رسائل النور، لكسب المرء باذن الله شرف طالب العلوم الشرعية. ولقد اولى علماء افذاذ الاهمية لطلبة العلوم الشرعية حتى قال الامام الشافعى رضي الله عنه: نوم طلبة العلوم يعدّ عبادة.
لذا لو حدثت مائة الف ضيق وضيق من جراء التتلمذ، هذا الشرف الرفيع ، في مثل هذه المواضع المؤلمة الشاقة، وبخاصة في مثل هذا الزمان الذى انعدمت فيه المدارس الشرعية. ينبغى عدم الاهتمام بتلك المضايقات، بل التبسم بفرح وسرور في وجه تلك المصاعب قائلين: خير الامور احمزها.
اما من حيث تكاليف العيش لعوائل الاخوة الفقراء، فحيث ان النظر يكون في المصيبة الى الاكثر مصيبة وفي النعم الى الاقل نعمة. وذلك بناء على قاعدة قرآنية ايمانية ونورية؛ لذا فهم في راحة