تامة اكثر من ثمانين بالمائة من الناس. فليس لهم حق الشكوى، بل عليهم حق الشكر بثمانين درجة، شكر فوق شكر.
ثم ان حصولنا على ماقسم الله لنا هنا من رزق قد عينه القدر الالهى، وجمعتنا عدالة الرحمة الالهية مودعة الاهل والاطفال الى رزاقهم الحقيقي ومسرّحة لهم من وظيفة الاشراف على رزقهم موقتاً كما سيعزله يوماً ما عزلاً تاماً. فما دامت الحقيقة هي هذه فعلينا ان نقول : ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾(آل عمران: 173) مسلّمين امرنا اليه تعالى شاكرين له اجزل شكر.
* * *
اخوتي الاعزاء الصادقين!
انني محظوظ وشاكر لله بوجودى قريباً منكم وفي بناية واحدة (من السجن)، رغم انني لا اقابلكم وجهاً لوجه. واحياناً يخطر الى قلبي اخذ تدابير لازمة دون اختيارٍ مني. فمثلاً:
لقد ارسل الماسونيون الى الزنزانة المجاورة لنا سجيناً جاسوساً وكذاباً.
ولما كان التخريب سهلاً - ولا سيما في مثل هؤلاء الشباب الطائشين -علمت ان الزنادقة يسعون لبث الفساد وهدم الاخلاق ازاء قيامكم بالارشاد والاصلاح، لما لمست من هذا المدعو أذى مؤلماً وإفساده اولئك الشباب.
فيا اخوتي! تجاه هذا الوضع يلزم- بل في غاية الضرورة - اخذ الحذر الشديد، وعدم ابداء مشاعر الاستياء من المسجونين السابقين قدر الامكان، وعدم فسح المجال ليستاؤوا منكم والحيلولة دون حدوث التفرقة والثنائية، مع التحلي بضبط النفس والتجمل بالصبر.
ويلزم على اخواننا المحافظة على قوة التساند والاخوة وذلك بابداء التضحية وترك الانانية والتواضع قدر الامكان.