مكان ضيق يهيج الاعصاب ويورث الضجر والنقاش الحاد والجدال والنقد، ويثيرون فيهم النزاع لبعثرة قوتهم المعنوية. ثم يؤدبون من فقد قوته المعنوية بيسر وسهولة.
فطلاب رسائل النور لانهم يسلكون مسلك الخلة والاخوة والفناء في الاخوان سيُفشلون هذه الخطة المهمة المجربة للمنافقين باذن الله.
* * *
اخوتي الأوفياء الاعزاء
فيما مضى، كان مريدون كثيرون جداً ينتمون الى شيخ جليل، في بلد من البلدان، فقلقت منهم رجالات الدولة فيها، خوفاً من تعرضهم لامور السياسة، فارادوا تشتيت جماعة الشيخ. فقال لهم: ليس لي الاّ مريد واحد ونصف مريد، لا غير، وان شئتم نقيم عليهم التجربة والاختبار.
نصب الشيخ خيمة في ضاحية من ضواحي المدينة، ودعا الألوف من مريديه الى هناك ثم امر بقوله: سوف أجري امتحاناً، فمن كان حقاً مريدي ويطيع أمري فسيمضي الى الجنة. فدعاهم الى الخيمة واحداًِ إثر واحد، الاّ انه ذبح خروفاً بطريقة خفية. وبدا للمريدين كأنه ذبح أحد مريديه الخواص وارسله الى الجنة. وما ان رأى الوف المريدين جريان الدم من الخيمة الى الخارج تراجعوا عنه ولم يسمعوا لأمره، بل رفضوه وانكروا عليه، الاّ رجلاً واحداً قال: ليكن رأسي فداء له، فذهب اليه، ثم اعقبته امرأة. اما الآخرون فتفرقوا عنه. فقال ذلك الشيخ لرجال الدولة: ها قد شاهدتم ان لي مريداً ونصف مريد!
اما نحن فنشكره تعالى الف شكر وشكر، اذ لم تفقد (رسائل النور) الاّ طالباً ونصف طالب في امتحان (اسكي شهر) ومحاكماتها، بخلاف ذلك الشيخ - في السابق - حيث انضم الى الطلاب عشرة الاف شخص بدلاً من الواحد والنصف الضائع، وذلك بفضل الله ثم همة وجهود ابطال (اسبارطة) وحواليها.