ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 434
(396-458)

لنا. فقد شعرت بها ولكن لاخلاص. حتى ان الشيخ عبد الحكيم(1) والشيخ عبدالباقى لم ينجيا. بمعنى ان شكوى بعضنا لبعض في مصيبتنا هذه باطل لا أساس له، ولا معنى، وهو مضر، ونوع من الاعراض عن رسائل النور.
حذار حذار من جعل ما اظهره الاركان الخواص من اعمال وخدمات سبباً لهذه المصيبة ومن ثم الاستياء منهم، فهذا تخلف عن رسائل النور وندامة على تعلم الحقائق الايمانية. وتلك مصيبة معنوية أدهى من المصيبة المادية.
فانا اطمئنكم مقسماً بالله انه بالرغم من ان لى نصيباً في هذه المصيبة اكثر من كل ٍ منكم بعشرين او ثلاثين درجة، فلا استاء ممن سبّب هذه المصيبة بنيّة خالصة ومن جراء فعاليته في الخدمة وعدم أخذه بالحذر، بل حتى لو تضاعفت هذه المصيبة بعشرة امثالها فلا امتعض منهم ولا استاء. وكذا لا معنى للاعتراض على ما فات. لانه غير قابل للترميم.
اخوتي! ان القلق يضاعف المصيبة ويكون جذراً في القلب لتستقر عليه المصيبة المادية فضلاً عن انه يومئ ويشمّ منه نوع من الاعتراض والنقد تجاه القدر الإلهي وهو نوع من الاتهام تجاه الرحمة الالهية.
فما دام في كل شئ جهة جمال وجلوة من الرحمة الآلهية وان القدر يفعل ما يفعل وفق عدالة وحكمة. فلابد اننا مكلفون بعدم الاهتمام بالمشقات الهينة في سبيل وظيفة مقدسة في هذا الزمان وذات مساس بالعالم الاسلامي عامة.
* * * 
(1) الشيخ عبد الحكيم الارواسي (1864 - 1943) ساح العراق وتركيا طلباً للعلم مدة عشرين سنة، أسس مدرسة للعلوم الاسلامية في تركيا ودرّس فيها عشرين سنة. له منزلة رفيعة فى التصوف. قاوم الروس فى الحرب العالمية الاولى. وعندما اغلقت التكايا والمدارس الدينية، قال: ان الدولة لم تغلق ابواب التكايا بل اغلقت اماكن خاوية من الروح، فتلك الاماكن قد اغلقت نفسها منذ مدة مديدة - المترجم.

لايوجد صوت