وحول حكمة التكرار في القرآن، ولم اكن اكتب سوى مكتوب واحد فقط في الاسبوع أحث فيه على قراءة رسائل النور، حتى انني لم ابعث لاخي المفتي - الذي كان من طلابي طوال عشرين عاماً - سوى ثلاث او اربع رسائل في ظرف ثلاث سنوات، وكان يبعث اليّ ببطاقات تهنئة العيد على الدوام، وكان يقلق علي قلقاً كبيراً. اما اخي الآخر الساكن في بلدتي فلم ابعث له طوال عشرين عاماً اية رسالة ابداً، ومع ذلك نرى ان لائحة الاتهام تقوم بحذلقة لامثيل لها بتكرار الاسطوانة القديمة واتهامي بالاخلال بالامن، وبالوقوف ضد الحركة الانقلابية. ونحن نقول رداً على هذا:
ان مايزيد عن عشرين الف نسخة من رسائل النور، طوال عشرين عاماً، طالعها عشرون الفا، بل مائة الف من الناس بكل شوق وبكل قبول، ومع ذلك لم تجد ست محاكم ولم يجد رجال الأمن في عشر ولايات معنية اي شئ ضدهم. وهذا يبين بانه لو كان هناك احتمال واحد فقط من ألوف الاحتمالات ضدنا فانهم يأخذون به ويتخذون هذا الاحتمال وكأنه امر واقع لامحالة، مع انه لو كان هناك احتمال واحد ضمن احتمالين او ثلاثة، ولم يظهر اي اثر له فلا يعد ذلك الاحتمال ذنباً. حتى ان واحداً بالالف من الاحتمال غير وارد، وهناك احتمال وارد لكل شخص - ومنهم المدعي العام - وهو احتمال قيامه بقتل اشخاص عديدين، او القيام بالاخلال بالأمن خدمة للشيوعيين وللفوضويين. اذن فان النظر الى مثل هذه المبالغة في الاحتمالات وكأنها اصبحت حقيقة وواقعة واستعمالها على هذا الاساس خيانة للعدالة وللقانون. ثم ان من الطبيعي وجود معارضة لكل حكومة، وان المعارضة الفكرية لاتعد جناية. فالحكومة تأخذ بالظاهر ولاتحاسب على مافي القلوب. ونحن نخشى ان يكون الاشخاص الذين يوجهون مثل هذه التهم الباطلة في حق شخص لم يصدر منه اي ضرر ضد الوطن وضد الامة، بل كانت له فوائد وخدمات كثيرة، ولم يتدخل في شؤون الحياة الاجتماعية بل واجبروه على العيش في عزلة تامة، والذي قوبلت