ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 524
(459-713)

لشخصي او من اجل الحصول على مرتبة او مقام او شهرة معنوية او اخروية، بل سعيت بكل ما أملك من وقوة لتوفير خدمة ايمانية لاهل الايمان، وربما كنت مستعداً لا للتضحية بالمراتب الدنيوية الفانية وحدها بل - ان لزم الأمر - بالتضحية حتى بالمراتب الاخروية الباقية لحياتي في الآخرة، مع ان الجميع يسعون للحصول على هذه المراتب، ويعلم اصدقائي المقربون بانني - ان لزم الأمر - اقبل ترك الجنة والدخول الى جهنم من اجل ان اكون وسيلة لإنقاذ بعض المساكين من أهل الايمان. وقد ذكرت هذا وبرهنت عليه في المحاكم من بعض الوجوه، ولكنهم يرومون بهذا الاتهام اسناد عدم الاخلاص لخدمتي الايمانية والنورية، ويرومون كذلك التقليل من قيمة رسائل النور وحرمان الامة من حقائقها.
أيتوهم هؤلاء التعساء ان الدنيا باقية وابدية؟ ام يتوهمون ان الجميع مثلهم يستغلون الدين والايمان في مصالح دنيوية؟ ان هذا التوهم يقودهم الى الهجوم على شخص تحدى اهل الضلالة في الدنيا وضحى في سبيل خدمة الايمان بحياته الدنيوية، وهو مستعد للتضحية بحياته الاخروية ان لزم الامر في سبيل هذه الخدمة. وانه غير مستعد لان يستبدل ملك الدنيا كلها بحقيقة ايمانية واحدة، كما صرح في المحاكم، ويقودهم الى الهجوم على شخص هرب بكل قوته من السياسة ومن جميع مراتبها المادية منها وما يشمّ منها معنى السياسة سواءً أكانت من قريب او بعيد وذلك بسر الاخلاص، وتحمّل عذاباً لامثيل له طوال عشرين عاماً، ومع ذلك لم يتنزل - حسب المسلك الايماني - الى السياسة. ثم انه يعد شخصه - من جهة النفس- اقل مرتبة بكثير من طلابه، لذا فهو ينتظر دوماً دعاءهم واستغفارهم له، ومع انه يعد نفسه ضعيفاً وغير ذي أهمية، الا أن بعض اخوانه الخلص اسندوا اليه في رسائلهم الخاصة بعضاً من فضائل النور، وذلك لكونه ترجماناً للفيوضات الايمانية القوية التي استمدوها من رسائل النور، ولم يخطر ببالهم في ذلك اي معنى سياسي، بل على مجرى العادة، ذلك لان الانسان قد يخاطب شخصاً عادياً ويقول له:

لايوجد صوت