ذي منصب دنيوي كبير، كانت مكشوفة المفاتن، وراودها نهاراً جهاراً في قلب العاصمة (انقرة) ! أليس هذا الفعل الشنيع صفعة قوية على وجوه اولئك الذين لا يعرفون معنى الحياء من اعداء العفة والحجاب؟)
وفي اللمعة السادسة والعشرين الخاصة بالشيوخ :
(ففي ذات يوم من الايام الاخيرة للخريف، صعدت الى قمّة قلعة انقرة، التي اصابها الكبر والبلى اكثر مني، فتمثّلت تلك القلعة امامي كأنها حوادث تأريخية متحجرة، واعتراني حزن شديد وأسى عميق من شيب السنة في موسم الخريف، ومن شيبي انا، ومن هرم القلعة، ومن شيخوخة الدولة العثمانية العلية، ومن وفاة سلطنة الخلافة. فاضطرتني تلك الحالة الى النظر من ذروة تلك القلعة المرتفعة الى اودية الماضي وشواهق المستقبل.
فالماضي أوحشني بدلاً من ان يسلّيني ويمنحني النور.
والمستقبل تراءى لي على صورة مقبرة كبرى مظلمة لي ولأمثالي وللجيل القابل، فأدهشني عوضاً من ان يؤنسني.
ثم نظرت الى زمني الحاضر، فبدا ذلك اليوم لنظري الحسير ونظرتي التأريخية على شكل نعش لجنازة جسمي المضطرب كالمذبوح بين الموت والحياة.
* * *
(كان عليهم ان يقدّروا هذه الجملة حق قدرها الا انهم انتقدوها واتخذوها حجة علينا) .
يذكر: (لقد صرفت كثيراً من مرتّبي الذي كنت قد قبضته وانا في دار الحكمة الاسلامية وادخرت قليلاً منه لاداء فريضة الحج. وقد كفتني تلك النقود القليلة ببركة القناعة والاقتصاد، فلم يرق مني ماء الوجه. ومازالت بقية من تلك النقود المباركة موجودة.)