الفراش عشرين يوماً، علماً بانه لم يلحق الضرر بأي منهم، وقد كفانى حفظ الله وعنايته فلم اضطر الى الذهاب الى المستشفى.
بمعنى ان جسدى لا يتحمل اللقاح قطعاً، فضلاً عن ان عذرى شديد اذ قد بلغت من العمر الخامسة والسبعين ونحل جسمى وربما لا يتحمل سوى لقاح طفل في العاشر من العمر. فضلا عن اننى اقضى حياتى منفرداً في تجريد مطلق ولا اختلط مع احد من الناس. وقبل شهرين ارسل الوالى طبيبين الى (اميرداغ) وكشفوا علي كشفاً كاملاً ولم يجدوا اي مرض سارٍ إلاّ الضعف الشديد والتشنج الظهرى. فحالتى هذه لا تحملنى قطعاً على اجراء التلقيح وارجوكم رجاءاً حاراً لا ترسلونى الى المستشفى فلا تلجؤنى الى البقاء تحت تحكم الاطباء ومن لا اعرفهم، فانى لا استطيع البقاء في هذا الوضع ولم اطقه طوال حياتى. ولاسيما في هذه السنوات العشرين التى قضيتها في التجريد المطلق.
وعلى الرغم من اننى بدأت اجد الراحة في دخولى القبر في هذه الفترة إلا اننى فضلت السجن حالياً على القبر لما وجدت من معاملة انسانية في هذا السجن ولكىلا امس مشاعر الهيئة الادارية، فضلاً عن القيام ببث العزاء والسلوان في قلوب المسجونين.
* * *
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
اولاً: لا تتألموا - يا اخوتى - على الاهانات والأذى التي ينزلونها بشخصى بالذات، لانهم لا يستطيعون ان يجدوا نقصاً في رسائل النور، فينشغلون بشخصي الاعتيادي المقصّر كثيراً . فأنا راضٍ عن هذا الوضع. بل لو اجد الوفاً من الاهانات والتحقير والآلام والبلايا الشخصية لاجل سلامة رسائل النور وظهور قيمتها لشكرت الله شكراً مكللاً بالفخر، وذلك مقتضى ما تعلمته من درس النور. لذا لا تتألموا عليّ من هذه الناحية.