ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 604
(459-713)

اولاها:
اُخطر الى قلبي: ان في عدم لقائنا - في سجن التجريد المطلق - لقاءاً حراً باخوتى الذين احبهم اكثر من روحي ، فيه مصلحة وعناية إلهية. ذلك لأن كثيراً من اخواننا في الآخرة ممن كان يصرف خمسين ليرة للمجئ الى (اميرداغ) لأجل لقاء يدوم خمسين دقيقة واحياناً عشر دقائق واحياناً يرجع خائباً دون لقاء.. كانوا يلقون انفسهم الى هذه المدرسة اليوسفية بحجة بسيطة.
فلوكان وقتى الضيق وحالتى الروحية النابعة من الانزواء يسمحان بذلك فان الخدمة النورية ما كانت لتسمح بالمجالسة التامة والمحاورة الكاملة مع اولئك الاصحاب الاوفياء .
ثانيتها:
لقد شاهد المجاهدون في جبهات متعددة من الحرب عالماً جليلاً فاضلاً. وذكروا له مشاهدتهم، فقال: ان بعض الاولياء قد ظهروا بمظهرى وادّوا بدلاً منى في موضعى انا اعمالاً لأجل اكسابي ثواباً وليستفيد اهل الايمان من دروسي.
ومثل هذا تماماً، فقد شاهدوني في جوامع (دنيزلي) وانا نزيل سجنها ، حتى ابلغوا ذلك الى الجهات المسؤولة والى المدير والحرّاس، وقال بعضهم في قلق واضطراب.. من يفتح له باب السجن! فالامر نفسه يحدث هنا تماماً.
والحال انه بدلاً من اسناد حادثة جزئية خارقة الى شخصي المقصر جداً فان رسالة (ختم التصديق الغيبي) تثبت خوارق لرسائل النور وتبينها كاسبةً ثقة اهل الايمان برسائل النور اكثر بكثير من تلك الحادثة بمائة مرة بل بألف مرة. فضلاً عن تصديق ابطال النور باحوالهم الخارقة وكتاباتهم الرائعة لمقبولية رسائل النور.
سعيد النورسى
* * *

لايوجد صوت