ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 698
(459-713)

إفراطاً منا؟
اذن فان هذه هي نظرتنا نحو بديع الزمان ونحو مؤلفاته، فهل ارتباطنا به الناشئ عن ايماننا، وهل اشتراكنا مع آيات القرآن الكريم ومع الاحاديث النبوية الشريفة في تقبيح الكفر والانحدار الاخلاقي يجعلنا ملوثين باوضار السياسة الفانية؟ وهل يمكن اطلاق صفة الإفساد على اعمال اصلاح نفوس بريئة لقسم من ابناء هذا البلد الذين لم تتيسر لهم منذ خمسة وعشرين عاماً تعلم حقائق الدين؟ وهل انقاذهم من الهلاك الابدي وابلاغهم عن الله وعن رسولهy وعن القرآن افساد لهم؟
ايها الحكام المحترمون!
نحن لسنا ارباب السياسة ابداً، لاننا نرى ان السياسة تحمل الاف البلايا والمخاطر والمسؤوليات لامثالنا ممن هم خارج مسلك السياسة. ونحن اصلا لانعير اي اهتمام بالمظاهر الفانية، لاننا لاننظر الى الدنيا الا من وجهها الخيّر المؤدي الى رضى الله، لذا فاننا نعترض بشدة على اتهامنا بالجري وراء السياسة ومعارضة الدولة. ولو كان هذا هو قصدنا وهدفنا اذن لكانت هناك اقل ظاهرة وعلامة على هذا في ظرف هذه السنوات البالغة خمساً وعشرين سنة. اجل نحن نحمل صفة معارضة، ولكنها معارضة ضد السقوط الاخلاقي وضد الالحاد، وهذه المعارضة ناشئة عن اشتراكنا - بالضرورة - مع القرآن الكريم في شدة توبيخه وصرامة بيانه في هذه المواضيع. فاذا لم يكن بياننا للاسباب الموجبة التي شرحناها والنابعة عن الاخلاص وعن النية الصافية وعن الحقيقة كافياً لاقناعكم فاصدروا اي عقاب ترغبون فيه بحقنا، ولكن لاتنسوا ابداً ان سيدنا عيسى (عليه السلام) الذي ينتسب اليه الآن ستمائة مليون نصرانى قد حكم عليه من قبل رجال الحكم في ذلك العهد بالاعدام كأي لص عادي مع ان قلبه كان يخفق لسعادة الانسانية ولتبليغ الامانة الملقاة على عاتقه.
ان كلامنا الحر هذا يدفعكم لاصدار عقوبة ضدنا ولكننا سنستقبل

لايوجد صوت