الصحراء مثلما يبدل فساتين الدجاج اللطيفة واثواب الطيور الجميلة. ويوزع جميع ارزاق الجيش الهائل للاحياء - وفي مقدمتها الانسان - لابشكل ما اكتشفه الانسان المعاصر في الآونة الاخيرة من مستخلصات اللحم والسكر وغيرهما بل بصورة مستخلصات اكمل وافضل بكثير بل تفوقها مائة مرة، فهي مستخلصات جميع انواع الاطعمة، وهي مستخلصات رحمانية تلك التي تسمى البذور والنوى. زد على ذلك فانه يغلف ايضاً تلك المستخلصات بأغلفة قَدَرية تتناسب مع نضجها وانبساطها ونموها، ويحفظها في عُليبات وصنيديقات صغيرة وصغيرة جداً، وهذه الصنيديقات ايضاً تصنع في معمل (ك. ن) بسرعة متناهية جداً وبسهولة مطلقة للغاية وبوفرة هائلة، حتى أن القرآن الكريم يذكر ذلك بقوله تعالى:﴿فانما يقولُ لهُ كُن فيكون﴾(البقرة: 117).
وعلى الرغم من ان جميع تلك الخلاصات متشابهة ومتكونة من المواد نفسها وقد لاتفي بحاجة مدينة واحدة، فان الرزاق الكريم يُنضج منها في موسم صيف واحد ما يمكن أن يملأ مدن الارض كافة باطعمة في غاية اللذة والتنوع.
فما دمتَ قد ظفرتَ بنقطة استناد مثل هذه بهوية الانتساب الايماني، يمكنك اذن الاستناد والاعتماد الى قوة عظيمة وقدرة مطلقة، وحقاً لقد كنتُ احسّ بقوة معنوية هائلة كلما كنت أتلقى ذلك الدرس من تلك الآية الكريمة، فكنت اشعر انني املك من الاقتدار الإيماني ما يمكّنني من ان اتحدّى بها جميع اعدائي في العالم وليس الماثلين امامي وحدهم، لذا رددتُ ومن اعماق روحي: ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾.
وراجعت الآية الكريمة نفسها من حيث فقري واحتياجي غير المتناهيين كي انال نقطة استمداد لهما. فقالت لي :
انك منتسب الى مالك كريم بعبوديتك وبمملوكيتك، واسمك مسجّل