ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 82
(71-109)

وكذا منح (الانسانية) ففتحتْ نعمةُ الوجود بتلك الانسانية وبانكشافها طريقَ الاستفادة من تلك الموائد المنصوبة الواسعة في العوالم المادية والمعنوية بمشاعر خاصة بالانسان.
وكذا أنعم عليّ بـ(الاسلام) فتوسعت نعمة الوجود - بذلك الاسلام - سعة عالم الغيب والشهادة.
وكذا أنعم عليّ بالايمان التحقيقي، فغدت نعمة الوجود بذلك الايمان منطوية على نعم الدنيا والآخرة وقادرة على استيعابها.
وكذا اعطى (معرفته) و (محبته) ضمن ذلك الايمان التحقيقي، فاحسن اليّ مرتبة تمكن نعمة الوجود تلك من أن تمدّ ايديها بالحمد والثناء الى دوائر كثيرة جداً ابتداءً من دائرة الممكنات الى عالم الوجوب ودائرة الاسماء الحسنى، لتستفيد منها.
وكذا تفضّل عليّ - بصفة خاصة - بعلم قرآني وحكمة ايمانية؛ فاولاني باحسانه هذا تفوقاً على كثير من مخلوقاته.
وهكذا فقد منح سبحانه الانسان جامعية من جهات كثيرة جداً، كالمذكورة سابقاً، ووهب له من الاستعداد ما يجعله مرآةً كاملة لأحديته وصمدانيته، ويمكّنه من ان يلبي بعبودية كلية واسعة، ربوبية ً كلية مقدسة.
ولقد علمت علماً يقيناً وآمنت ايماناً كاملاً أنه سبحانه يشتري مني امانته المودعة فيّ وهديته المهداة اليّ وعطيته الكريمة لي، تلك هي وجودي وحياتي ونفسي، يشتريها، كما نص عليه القرآن الكريم، واجمع عليه ما انزله من الكتب والصحف المقدسة على الانبياء، واتفق عليه جميع الأنبياء والاولياء والاصفياء، يشتريها مني لئلا تضيع عندي، ولأجل الحفاظ عليها واعادتها اليّ، مقابل سعادة ابدية وجنة خالدة قد وعد بها وعداً قاطعاً وتعهّد لها عهداً صادقاً.

لايوجد صوت