ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 83
(71-109)

ولقد استلهمت من هذه الآية الكريمة ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ ان لي رباً عظيماً ذا الجلال والاكرام يفتح صور مئات الالوف من انواع الحيوانات وأصناف النباتات باسمه (الفتّاح) يفتحها من قطرات متشابهة محددة، ومن نوى متماثلة محدودة العدد، يفتحها في منتهى السهولة واليسر وفي غاية السرعة والاتقان، وقد أولى سبحانه وتعالى هذا الانسان اهمية عظيمة تحير العقول - كما ذكرناه آنفاً - حتى جعله مداراً لشؤون ربوبيته الجليلة، وانه سيوجد الحشر ايجاده للربيع المقبل في سهولة ويسر وبقطعية مجيئه وتحققه، وسينعم علينا بالجنة والسعادة الابدية.
نعم! هذا ما تعلمته من هذه الآية الكريمة ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾، فلو كنت استطيع لتلوتها فعلاً بألسنة جميع المخلوقات، ولكن تلوتها بالنية وبالتصور وبالخيال حيث لااستطيع ذلك فعلاً، بل ارغب في أن اكررها دوماً الى أبد الآبدين.
المرتبة النورية الحسبية الرابعة
حينما وافقت العوارض المزلزلة لكياني أمثال الشيب والغربة والمرض وكوني مغلوباً على أمري، فترة غفلتي، وكأن وجودي الذي أتعلق به بشدة يذهب الى العدم، بل وجود المخلوقات كلها يفنى وينتهي الى الزوال.. ولّد عندي ذهاب الجميع الى العدم قلقاً شديداً واضطراباً أليماً فراجعت الآية الكريمة ايضاً ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ فقالت لي: (تدبّر في معانيّ، وانظر اليها بمنظار الايمان) . وانا بدوري نظرت الى معانيها بعين الايمان فرأيت: ان وجودي الذي هو ذرة صغيرة جداً، مرآة ٌ لوجود غير محدود، ووسيلة للظفر بانواع من وجود غير محدود بإنبساط غير متناهٍ.. وهو بمثابة كلمة حكيمة تثمر من انواع الوجود الكثيرة الباقية ما هو اكثر قيمة من وجودي وأعلى منه نفاسة حتى أن لحظة عيش له من حيث انتسابه الايماني ثمين

لايوجد صوت