ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 92
(71-109)

الظاهر في المخلوقات الجميلة، في هذا العالم كله، والصنع البديع المشاهد في المصنوعات الجميلة كلها يشهد شهادة قاطعة على حسن أفعال الصانع الجليل وجمالها. وان الحسن في افعاله - تعالى - وجمالها يدل بلا ريب على حسن العناوين المشرفة على تلك الافعال وجمالها، اي على حسن الاسماء وجمالها. وان حسن الاسماء وجمالها يشهد شهادة قاطعة على حسن الصفات المقدسة وجمالها، التي هي منشأ تلك الاسماء. وان حسن الصفات وجمالها يشهد شهادة قاطعة على حسن الشؤون الذاتية وجمالها، التي هي مبدأ تلك الصفات. وان حسن الشؤون الذاتية وجمالها يدل بالبداهة ويشهد شهادة قاطعة على حسن (الذات) وجماله، الذي هو الفاعل والمسمّى والموصوف، ويدل على الكمال المقدس لماهيته والجمال المنزّه لحقيقته. بمعنى ان للصانع الجميل جمالاً وحُسناً لاحدّ له يليق بذاته المقدسة، بحيث أن ظلاً من ظلاله قد جمّل هذه الموجودات كلها. وأن له سبحانه جمالاً منزّهاً مقدساً بحيث أن جلوة من جلواته قد أضفت الجمال على الكون كله، ونورت دائرة الممكنات كلها بلمعات حسن وجمال وزينتها بأبهى زينة.
نعم، ان الاثر المصنوع كما لايمكن أن يكون بلا فعل، فالفعل كذلك لايمكن أن يكون بلا فاعل، وكما أنه محال أن تكون اسماء بلا مسميات كذلك محال أن تكون الصفات بلا موصوف.
فما دام وجود مصنوع ٍ واثر ٍ يدل بالبداهة على فعلِ فاعل ذلك الاثر، وان وجود ذلك الفعل يدل على وجود فاعله وعلى عنوانه وعلى صفاته التي انتجت ذلك الاثر وعلى اسمه، فلاشك ان كمال اثرٍ ما وجماله ايضاً، يدل على كمال الفعل وجماله الخاصّين به، وهذا يدل على جمال الاسم الذي يليق به، وهذا يدل على كمال الذات والحقيقة وجمالها بما يليق ويوافق الذات والحقيقة دلالة قاطعة بعلم اليقين وبالبداهة.
وكذلك الامر في الفعالية الدائمة التي تستشف من خلال حجب

لايوجد صوت