فايماني هذا لذة مابعدها لذة، لذةٌ كافية وافية دائمة وسعادة خالصة نقية لايعكرها ألم.ففهمت من تلك الآية الكريمةكم يكون اذن عبارة (الحمد لله على نعمة الايمان) عبارة جديرة ولائقة.
وهكذا وضحت هذه المسائل الاربع التي تخص حقيقة الحياة وحقوقها ووظائفها ولذتها المعنوية :
ان الحياة كلما توجهت الى (الحي القيوم الباقي) وكان الايمان حياةً وروحاً ممّداً لها، اكتسبت البقاء، بل اعطت ثماراً باقية، بل رقت وعلت الى درجة الحظوة بتجلي السرمدية. وعندها لايُنظر الى قصر العمر وطوله.
نعم هكذا فهمت من الآية الكريمة، وتلقيت درسي منها وتلوت ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ نية وتصوراً وخيالاً باسم جميع انواع الحياة وذوي الحياة.
المرتبة النورية الحسبية السادسة
من خلال الشيب الذي يذكّر بفراقي الخاص، ومن خلال تلك الفراقات العامة الشاملة التي تنبئ عن حوادث قيام الساعة ودمار الدنيا، ومن خلال الانكشاف الواسع فوق العادة في اوآخر عمري لأحاسيس الجمال والعشق له والافتتان بالكمالات المغروزة في فطرتي.. من خلال كل هذا:
رأيت ان الزوال والفناء اللذين يدمران دائماً، وان الموت والعدم اللذين يفرّقان باستمرار، رأيتهما يفسدان بشكل مرعب ومخيف، جمال هذه الدنيا الرائعة الجمال ويشوهانه بتحطيمهما لها، ويُتلفان لطافة هذه المخلوقات.. فتألمّت من اعماقي بالغ التألم لما رأيت. ففار ما في فطرتي من عشق مجازي فوراناً شديداً وبدأ يتاجج بالرفض والعصيان امام هذه الحالة المفجعة، فلم يك لي منها بد الاّ مراجعة